Advertisement
وبحسب الصحيفة، "كانت قيادة حماس قد أشارت بالفعل إلى أن العثور على رفات الرهائن القتلى سيكون أكثر صعوبة لأنهم محتجزون لدى فصائل مختلفة، وحماس لا تعرف مكان وجودهم جميعا. قد يكون هذا عائقًا حقيقيًا لجهود حماس لحل قضية الرهائن، أو قد يكون مجرد حيلة مساومة أخرى من حماس لإطالة أمد عملية إطلاق سراح الرهائن ومنحها مزيدًا من الوقت لإعادة تنظيم صفوفها بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الأشهر الأخيرة على يد الجيش الإسرائيلي. ومع ذلك، يستحق ترامب قدراً هائلاً من الثناء على التفاوض على صفقة تهدف إلى حل قضية الرهائن مرة واحدة وإلى الأبد، وفي الوقت عينه التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الصراع في غزة.ومن المؤكد أن هذا سيكون هو المتوقع عندما يجتمع ترامب، مع زعماء العالم الآخرين، في منتجع شرم الشيخ المصري اليوم الإثنين لمناقشة خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب".
وتابعت الصحيفة، "لا شك أن القمة، التي يستضيفها ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، سوف تستدعي مقارنات مع لحظات محورية أخرى في الملحمة الدبلوماسية الطويلة الأمد في الشرق الأوسط، مثل توقيع اتفاقيات كامب ديفيد بين الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن في عام 1978 تحت رعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر. وأرست الاتفاقية أسس التعايش السلمي بين إسرائيل ومصر، والذي لا يزال قائمًا حتى اليوم، لدرجة أن مصر لعبت دورًا حاسمًا في المفاوضات التي أفضت في النهاية إلى خطة ترامب للسلام، لكن الحضور اليوم يدركون جيدًا أن اتفاقية كامب ديفيد جاءت بثمن باهظ. ففي غضون ثلاث سنوات، اغتيل السادات على يد حركة الجهاد الإسلامي المصرية، وهي الجماعة التي تدعم نفس الأيديولوجية الإسلامية العدمية التي تدعمها حماس".
وأضافت الصحيفة، "كانت المبادرة الدبلوماسية الكبرى التالية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وهي اتفاقيات أوسلو عام 1993، ذات عواقب مأسوية مماثلة. تم توقيع الاتفاقيات في حديقة البيت الأبيض عام 1994 من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، تحت النظرة المشرقة للرئيس بيل كلينتون. وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تمكن فيها القادة الإسرائيليون والفلسطينيون من توقيع اتفاق سلام، وكان الهدف هو وضع أسس الدولة الفلسطينية المستقلة المستقبلية. ولكن المقاومة الشرسة التي أثارتها المبادرة على جانبي الصراع أشعلت دورة جديدة من العنف، بدأت باغتيال رابين على يد متعصب يهودي في تشرين الثاني 1995، وبعد ذلك بوقت قصير، شنت حماس سلسلة من الهجمات الإرهابية القاتلة ضد المدنيين الإسرائيليين، مما أدى في نهاية المطاف إلى التخلي عن العملية برمتها".
وبحسب الصحيفة، "من ثم فإن ظلال المبادرات السابقة في الشرق الأوسط سوف تخيم بشدة على فعاليات اليوم في شرم الشيخ، حيث يأمل ترامب وغيره من زعماء العالم أن تكون خطته للسلام قادرة على النجاح في حين فشلت محاولات أخرى، بما في ذلك المحاولات اللاحقة لإحياء عملية أوسلو، بشكل مؤسف. ومن المؤكد أنه إذا نجحت خطة ترامب في تحقيق أهدافها المعلنة بإنهاء الصراع في غزة والعمل على إقامة دولة فلسطينية، فسوف يكون ذلك إنجازا أعظم أهمية بكثير من الحصول على جائزة نوبل. لا ينبغي لنا أن نقلل من شأن حجم هذا التحدي الهائل، حتى مع المبالغة التي تحيط حتما بأي مبادرة لترامب، إذ يتعين التغلب على العديد من العقبات الكبرى قبل تحقيق أي شيء يشبه التقدم في هذه المبادرة الأخيرة للسلام في الشرق الأوسط. ومن بين أهم العقبات التي يتعين على ترامب وحلفائه التغلب عليها أولاً هو انعدام الثقة الدائم الذي يتخلل أي تعامل بين إسرائيل وحماس، وهو ما يعني أن حماس رفضت أن تكون ممثلة في مناقشات اليوم وبدلاً من ذلك، ركزت المجموعة طاقتها على المساومة في اللحظة الأخيرة على أسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل الرهائن الإسرائيليين.في مصر".
وتابعت الصحيفة، "حتى لو تم إنجاز عملية تبادل الأسرى/الرهائن بالكامل، وهو أمر مستبعد للغاية، فليست هناك ضمانات بأن الجانبين سوف ينتقلان بسلاسة إلى المرحلة التالية من الإجراءات، حيث يتفقان على نهاية دائمة للأعمال العدائية في غزة. إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وضع لنفسه هدفاً شبيهاً بهدف تشرشل وهو تحقيق "النصر الكامل" على حماس، يدرك جيداً أن الحركة، على الرغم من موافقتها على إنهاء أزمة الرهائن، فشلت بشكل ملائم في الاستجابة للعديد من العناصر الرئيسية الأخرى في حزمة السلام التي اقترحها ترامب، وأهمها الشرط الذي يفرض عليها نزع سلاحها وحل نفسها. وقد استدعت حماس بالفعل آلافاً من أفراد الأمن للعمل في الأراضي التي أخلتها القوات الإسرائيلية في غزة، وهو ما لا يشير إلى أن الجماعة تنوي التخلي عن موقعها".
وأضافت الصحيفة، "سيكون العامل الرئيسي الآخر هو قدرة ترامب على استخدام نفوذه لإقناع نتنياهو بإنهاء العمليات العسكرية. يبدو أن قدرة الرئيس الأميركي على الضغط على نتنياهو للاعتذار عن قصف قطر كانت بمثابة نقطة تحول في تحقيق الاختراق الذي أدى إلى الجمود الحالي، إذ أقنعت حماس باحترام ضمان واشنطن بعدم استئناف إسرائيل للأعمال العدائية. فبتسليم الرهائن، تتخلى حماس، في نهاية المطاف، عن ورقة مساومة رئيسية".
وختمت الصحيفة، "لا شك أن التأكد من التزام نتنياهو بكلمته، وخاصة إذا رفضت حماس نزع سلاحها، سيشكل تحديا كبيرا لترامب إذا كانت مبادرته السلمية تهدف إلى تحقيق أكثر من مجرد تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين".
0 تعليق