في ستوكهولم، حيث يُختتم موسم نوبل كل عام، تَوجت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ثلاثة من كبار العقول الاقتصادية بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2025، في احتفاء بالبحث العلمي الذي جعل من التكنولوجيا لغة المستقبل ومحرك النمو الإنساني المستدام.
ثلاثية الابتكار والنمو
ذهبت الجائزة، المعروفة رسميًا باسم "جائزة بنك السويد في العلوم الاقتصادية في ذكرى ألفريد نوبل"، إلى:
- جويل موكير الأمريكي الإسرائيلي (79 عامًا).
- فيليب أغيون الفرنسي (69 عامًا).
- بيتر هاويت الكندي (79 عامًا).
نال موكير نصف الجائزة "لاكتشافه العوامل الجوهرية للنمو المستدام المدفوع بالتكنولوجيا"، فيما تقاسم أغيون وهاويت النصف الآخر عن "تطوير نظرية النمو عبر التدمير الخلّاق"، تلك الفكرة التي ترى في انهيار النظم القديمة شرطًا لولادة جديدة تقودها الابتكارات.
وأكد رئيس لجنة الجائزة، جون هاسلر، أن هذه الأبحاث "فتحت نوافذ جديدة لفهم كيف تدفع التكنولوجيا عجلة الازدهار دون أن تفقد توازنها"، مضيفًا أن أفكارهم ستبقى بمثابة بوصلة للاقتصاديين وصناع القرار في عالم تتسارع فيه وتيرة الابتكار أكثر من أي وقت مضى.
عقد من الفكر الاقتصادي (2016–2025)
على مدى العقد الأخير، تنقلت جائزة نوبل للاقتصاد بين مدارس فكرية مختلفة، لكنها ظلت أمينة لجوهرها: البحث عن الإنسان في قلب الأرقام، وعن العدالة في صميم السوق.
- 2025: جويل موكير، فيليب أغيون، بيتر هاويت – التكنولوجيا والنمو المستدام.
- 2024: دارون عجم أوغلو، سايمون جونسون، جيمس روبنسون – جذور انعدام المساواة وتوزيع الثروة بين الأمم.
- 2023: كلوديا غولدين – رحلة المرأة في سوق العمل وصراعها من أجل المساواة.
- 2022: بن برنانكي، دوغلاس دايموند، فيليب ديبفيغ – فهم الأزمات المالية ودور البنوك في حماية الاقتصادات.
- 2021: ديفيد كارد، جوشوا أنغريست، غيدو إمبنس – تجديد أدوات التحليل التجريبي في دراسة العمل والتعليم والهجرة.
- 2020: بول ميلغروم، روبرت ويلسون – فن المزادات وعلمها في عصر الأسواق المعقدة.
- 2019: أبهجيت بانيرجي، إستر دوفلو، مايكل كريمر – اقتصاد الفقر وأسئلة العدالة العالمية.
- 2018: وليام نوردهاوس، بول رومر – التغير المناخي والابتكار كقوتين متقاطعتين في بناء المستقبل.
- 2017: ريتشارد ثالر – الاقتصاد السلوكي حين تتحدث العاطفة إلى الحسابات.
- 2016: أوليفر هارت، بنغت هولستروم – نظرية العقود وحدود الثقة داخل المؤسسات.
ختام موسم نوبل... وبداية فصل جديد
بهذه الجائزة، أُسدل الستار على موسم نوبل لعام 2025، لكن الفكرة التي كرّمها تبقى مشرعةً على الغد: أن الاقتصاد لم يعد معادلة جامدة، بل حكاية إنسانية تكتبها التكنولوجيا بحبر الابتكار.
0 تعليق