بشأن سلاح "حزب الله"... "خطأ كبير" ترتكبه أميركا في لبنان

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
شكّلت الغارات التي شنّها العدوّ الإسرائيليّ على منطقة المصيلح في الجنوب، تصعيداً خطيراً جدّاً، بعد أيّام قليلة من التوصّل لاتّفاق في غزة لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين. وفي وقتٍ تعمل فيه إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب على نزع سلاح "حزب الله" في لبنان، يُؤخذ عليها أنّها لا تُمارس الضغوط الكافية على تل أبيب، من أجل تطبيق القرار 1701 وإتّفاق 27 تشرين الثاني 2024، وهي لا تزال تستهدف البلدات والمناطق اللبنانيّة، ما يدفع "الحزب" إلى التمسّك بسلاحه، بدلاً من التعاون مع الحكومة والجيش لتسليمه.

Advertisement

 
كذلك، فإنّ عدم تعامل واشنطن مع إسرائيل بحزمٍ في لبنان، قد يُعرّض المنطقة إلى حربٍ جديدة، علماً أنّ ترامب يُشير عن نفسه، إلى أنّه "صانع سلام"، ويسعى إلى وضع حدٍّ لكافة النزاعات في العالم. وحتّى الآن، فشلت الإدارة الأميركيّة في الضغط على الحكومة الإسرائيليّة من أجل وقف إعتداءاتها وخروقاتها، بينما تعمل الدولة اللبنانيّة على حصر السلاح، وتُشدّد أمام الوفود الغربيّة وبشكلٍ خاصّ الأميركيّة منها، على أنّ ما تقوم به تل أبيب يوميّاً في الجنوب، أو عبر الغارات التي تشنّها على السلسلة الشرقيّة، يضع العراقيل أمام خطّة الجيش لنزع السلاح من "حزب الله"، إنّ لم يتأمن الإستقرار المطلوب، وإنّ لم يحترم الإسرائيليّون الإتّفاقيات المُبرمة مع بيروت.
 
وأمام ما تقدّم، فإنّ "حزب الله" لن يعمد إلى تسليم سلاحه مع استمرار الغارات الإسرائيليّة والخروقات، ومنع الجنوبيين من العودة إلى قراهم، وهو يتحضّر ويستعدّ لأيّ طارىء أمنيّ قد يحصل، في ظلّ رغبة إسرائيل في التصعيد أكثر في الشرق الأوسط، عبر ضرب أهدافٍ تابعة لـ"الحزب" من جهّة، وتلويحها بحربٍ جديدة ضدّ إيران من جهّة أخرى.
 
ويقول مصدر مطّلع على ملف حصر السلاح لـ"لبنان 24"، إنّ "ما تقوم به إدارة ترامب في لبنان، لا يُشبه مساعيها في غزة الهادفة إلى إنهاء الحرب، وهي لا تُقدّم تسهيلات للحكومة من أجل نزع عتاد وصواريخ "حزب الله"، وتُعطي الأخير ذريعة للتمسّك بـ"المُقاومة" بدلاً من المُساهمة في تعزيز دور الدولة والمؤسسات العسكريّة الشرعيّة"، ويدعو المصدر "الأميركيين إلى حثّ بنيامين نتنياهو على تطبيق إتّفاق وقف النار، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، عندها، تسقط حجج "الحزب" بالإحتفاظ بسلاحه، وتُصبح مهمّة الجيش في الدخول إلى الأنفاق ومستودعات الأسلحة أسهل".
 
ويُضيف المصدر عينه، أنّ "حزب الله" لا يتعاون مع الدولة  والجيش، لأنّ الإعتداءات الإسرائيليّة مستمرّة، وقد تُؤدّي في نهاية المطاف إلى تفجير الوضع الأمنيّ عند الحدود الجنوبيّة واندلاع حرب". ويُتابع أنّ "مُقاربة ترامب لملف السلاح غير الشرعيّ في لبنان خاطئة، وهي قائمة على تشجيع إسرائيل على استخدام القوّة مع "الحزب"، فيما المطلوب دعم المسار الدبلوماسيّ والتهدئة، تماماً كما حدث في غزة، حيث أنّ القصف العنيف لم يجلب إلّا المزيد من الدمار، بينما الإتّصالات والحوار نتج عنهما التوافق الذي أدى إلى إنهاء المعارك".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق