حصاد الإرهاب.. طريق «الإخوان» الدموى لهدم الدولة على مر العصور

حصاد الإرهاب.. طريق «الإخوان» الدموى لهدم الدولة على مر العصور
حصاد
      الإرهاب..
      طريق
      «الإخوان»
      الدموى
      لهدم
      الدولة
      على
      مر
      العصور

جرائم لا تسقط بالتقادم.. اغتيالات ومذابح وتفجيرات واستهداف للجيش والشرطة والأقليات

القتل باسم الدين بدأ مع «النظام الخاص».. وأشهر ضحاياه النقراشى والخازندار

إرهاب ما بعد ثورة 30 يونيو أوضح حقيقة الجماعة وأكد ارتباطها بالتنظيمات الجهادية المتطرفة

العنف يعد سمة ملتصقة بالجماعة منذ أسسها حسن البنا فى العام 1928 وقد وصمت تاريخها بالدم والبارود والنار

 

1- حسن البنا استهدف بناء «جيش بديل» من 12 ألف مقاتل كان النواة الأولى لـ«القاعدة» و«داعش»

العمليات الإرهابية التى نفذتها الجماعة الإرهابية فى مصر طوال السنوات الماضية كانت جزءًا من حملة واسعة النطاق، تستهدف تقويض استقرار الدولة المصرية، ورغم أن بعض هذه العمليات تم تبنيها من قبل جماعات أخرى متشددة، فإن هناك ارتباطًا وثيقًا بين هذه الأعمال والمواقف السياسية لجماعة الإخوان، لذا فإن القضاء على هذه الظاهرة تطلب تعاونًا أمنيًا فى الداخل والخارج، بالإضافة إلى معالجة الأسباب السياسية والاجتماعية التى أسهمت فى انتشار العنف والتطرف.

تاريخيًا، وقبل ثورة يوليو ١٩٥٢، قتل الإخوان رئيس الوزراء المصرى أحمد ماهر باشا فى فبراير ١٩٤٥، ثم نسفوا سينما ميامى فى مايو سنة ١٩٤٦، وسينما مترو فى مايو ١٩٤٧، وحارة اليهود فى يونيو سنة ١٩٤٨، وبعدها قتلوا محمود فهمى النقراشى باشا، رئيس الوزراء المصرى، فى ديسمبر سنة ١٩٤٨، والمستشار أحمد الخازندار فى نفس العام، ثم حاولوا نسف محكمة الاستئناف فى يناير ١٩٤٩، وغير ذلك.

وما تقدم يعطينا فكرة عن بدايات إرهاب الإخوان المسلح، الملتحف زيفًا بالدين، والذى رصدته موسوعة «تنظيمات العنف الدينى فى مصر»، للباحث الدكتور رفعت سيد أحمد، الذى استعرض بداية طريق العنف الإسلامى المسلح فى مصر، وأوضح كيف بدأ العنف مع إنشاء الإخوان للتنظيم السرى فى عام ١٩٤٢، والذى أسموه بـ«النظام الخاص»، وعلى يديه ارتكبت عشرات الأعمال الإرهابية الداخلية، على عكس ما قالت وثائقهم الكاذبة، التى ادعوا فيها أن هدفهم كان قتال الإنجليز واليهود.

وسعى مؤسس الجماعة حسن البنا، من خلال «التنظيم الخاص»، لإنشاء «جيش بديل» عن الجيش المصرى، طبقًا لما أكده محمود الصباغ، أحد قيادات هذا الجيش فى أربعينيات القرن العشرين.

وذكر «البنا»، فى إحدى رسائله الموجهة لـ«التنظيم الخاص»، وهى رسالة «المنهج»، التى رسم فيها مراحل العمل وتكوين الكتائب ونموها، أن العدد المستهدف لهذا الجيش فى مرحلته تلك هو اثنا عشر ألفًا.

وجوهر فكرة «النظام الخاص» الإرهابية هو عينه ما طبقته تنظيمات «القاعدة» و«داعش» فى الفترة الراهنة، لأن منبع الإرهاب المسلح واحد، كما توضح الوثائق والتحقيقات التى ارتبطت بقضايا الاغتيالات والإرهاب التى ارتكبها التنظيم السرى للإخوان.

لذا، فإن الإرهاب يعد سمة ملتصقة بالجماعة، منذ أسسها حسن البنا فى عام ١٩٢٨، وقد وصمت تاريخها بالدم والبارود والنار، وهو ما سجله ورصده تاريخ مصر المعاصر منذ عرف هذه الجماعة الإرهابية.

2- أحداث الاتحادية كشفت الوجه الحقيقى لـ«الإرهابية» بالصوت والصورة ودماء الشهداء

العنف يعد سمة ملتصقة بالجماعة منذ أسسها حسن البنا فى العام 1928 وقد وصمت تاريخها بالدم والبارود والنار

بعيدًا عن إرهاب الإخوان الذى سجله التاريخ وكذبته الجماعة، فقد كانت مصر كلها شاهدة على إرهاب الإخوان، بالصوت والصورة، خلال العام الأسود، ٢٠١٢، وما بعده، فى الوقت الذى حكمت فيه الجماعة، من خلال مندوبها بقصر الاتحادية محمد مرسى.

ففى ذلك العام، شهدت مصر أحداث الاتحادية، التى وقعت على خلفية «الإعلان الدستورى» المشين، الذى أصدره «مرسى» فى ديسمبر ٢٠١٢، وخلالها استشهد وأصيب العشرات من المدنيين من أفراد الشعب المصرى، من بينهم الصحفى الحسينى أبوضيف، الذى قتله الإخوان بالرصاص الحى، فضلًا عن سحل المواطن مينا فيليب، وتعذيبه بعد تجريده من ملابسه.

طبقًا لوزارة الصحة، فقد أسفرت أحداث الاتحادية عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة ٧٤٨ آخرين، فيما أكدت تقارير الطب الشرعى أن الوفيات التى وقعت جاءت نتيجة الإصابات بالرصاص الحى والخرطوش، فضلًا عن حرق الكنائس، وسرقة ونهب متحف ملوى.

أما الشهداء فى صفوف الشرطة والجيش إثر إرهاب الإخوان فقد كانوا بالمئات، بداية من مذبحة الفرافرة ١ و٢ ومذبحة كرم القواديس، والواحات، وتعذيب أفراد قسم شرطة كرداسة واستشهاد معظم قوة القسم، ومن بينهم مأمور القسم اللواء محمد جبر، الذى بلغ بفُجر الجماعة أن سقته سامية شنن، إحدى عضوات الجماعة الإرهابية، «ماية نار»، رافضة أن تروى عطشه قبيل وفاته.

أما بعد ٣٠ يونيو، وفى ديسمبر ٢٠١٣، استهدفت سيارة مفخخة مديرية أمن الدقهلية فى مدينة المنصورة، ما أسفر عن مقتل ١٦ شخصًا وإصابة أكثر من ١٠٠ آخرين، حيث استهدفت المنشآت الأمنية، انتقامًا من حملات الأمن ضد التنظيم، بعد عزل الرئيس الإخوانى السابق محمد مرسى.

وفى يناير ٢٠١٤، تم استهداف العديد من الأماكن فى العاصمة القاهرة بتفجيرات شبه متزامنة، شملت تفجيرات أمام مبانٍ حكومية ومراكز للشرطة، وتسببت هذه التفجيرات فى مقتل العديد من رجال الأمن، إضافة إلى إصابة العديد من المدنيين، كما استهدفت وزارة الداخلية عبر سيارة مفخخة.

وفى عام ٢٠١٦، استهدفت مجموعة من التفجيرات كنائس قبطية فى القاهرة والإسكندرية وطنطا، ما أسفر عن مقتل العشرات من المواطنين الأقباط، ورغم أن هذه الهجمات تبنتها مجموعات جهادية، مرتبطة بتنظيم «داعش»، إلا أن البعض اعتبر أن الإخوان كانوا وراء التحريض على هذه الهجمات، بسبب تعاطفهم مع هذه الجماعات وتاريخهم مع العنف ضد الأقليات.

وفى ٢٠ أكتوبر ٢٠١٧، وقعت اشتباكات عنيفة فى منطقة الواحات البحرية بين قوات الشرطة وخلية إرهابية، تابعة لجماعة الإخوان، وأسفر هذا الهجوم عن مقتل ١٦ ضابطًا شرطيًا، وكانت هذه العملية واحدة من أكثر العمليات دموية ضد القوات الأمنية فى تلك الفترة.

كما شهدت منطقة شمال سيناء، منذ عام ٢٠١٣ ولعدة سنوات تالية، تصاعدًا فى الهجمات الإرهابية التى نفذتها جماعات متشددة مرتبطة بالإخوان، لا سيما فى الفترة التى تلت عزل «مرسى»، واستهدفت الهجمات قوات الجيش والشرطة، بالإضافة إلى المدنيين فى تلك المناطق، وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى.

3 - نشر الشائعات والتآمر مع دول ومنظمات معادية لإسقاط مصر

تحولات سياسية عديدة حدثت فى مصر خلال عام ٢٠١٣؛ كان أبرزها تحالف جماعة الإخوان الإرهابية مع بعض الدول والمنظمات المعادية للدولة من أجل إسقاطها، خاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو، فضلًا عن محاولة بعض القوى الإقليمية والدولية تصعيد التوترات فى مصر والمنطقة.

وعقب الإطاحة بحكم المعزول محمد مرسى، المنتمى لجماعة الإخوان، سعت الجماعة إلى إيجاد حلفاء إقليميين ودوليين لدعمها ومواجهة النظام المصرى الجديد، وقدمت تلك الدول والمنظمات دعمًا سياسيًا وإعلاميًا للجماعة، ما يؤكد استعداد الجماعة للتحالف مع الشيطان ذاته لإسقاط الدولة.

فإلى جانب تنظيمات مثل «داعش»، لم تكن دول أوروبا بعيدة عن التمويل والدعم الواضح للإخوان، وحسب تقرير للمركز العربى لدراسات التطرف بعنوان «أوروبا والتنظيم الدولى للإخوان المسلمين»، فإن هناك مؤسسات دعمت الإخوان بالأموال لفترات طويلة.

وحسب التقرير، من بين تلك المؤسسات المنتدى الإسلامى الأوروبى للشباب والطلاب، بتمويل ٢٨٨ ألفًا و٨٥٦ يورو، والتجمع ضد الإسلاموفوبيا فى فرنسا بتمويل ١٢٣ ألفًا و٣٠٦ يورو، والشبكة الأوروبية لمناهضة العنصرية بتمويل ١٥ مليونًا و٨ آلاف و٢٦١ يورو، ومنتدى الشباب المسلم فى فنلندا ١٥ ألفًا و٢٢ يورو، واتحاد الجاليات الإسلامية فى إيطاليا ١٠ آلاف و٩٦٢ يورو.

وأطلقت الجماعة الإرهابية أبواقها لإعادة تشكيل المشهد السياسى والاجتماعى فى مصر، عبر نشر الشائعات بمختلف منصات الإعلام التليفزيونى والسوشيال ميديا؛ إذ إن استخدام الشائعات كان جزءًا من استراتيجيتها للضغط على النظام السياسى، وزرع الفتن بين فئات المجتمع، وزعزعة استقرار الدولة فى مختلف المجالات.

وعملت جماعة الإخوان على نشر شائعات تتعلق بشرعية الحكومة الحالية والرئيس عبدالفتاح السيسى، واستخدمت الجماعة وسائل الإعلام الموالية لها والتى تبث سمومها من خارج مصر، لتسويق هذه الشائعات، فى محاولة للتشكيك فى نظام الحكم داخل مصر وعلى الصعيد الدولى، وكانت لهذه الشائعات تأثيرات كبيرة على النفوس المعادية للنظام، ما ساعد فى استمرار حالة الاستقطاب السياسى فى مصر.

وتضمنت شائعات جماعة الإخوان أن السلطات المصرية ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان، خاصة تجاه أفراد الجماعة من خلال عمليات الاعتقال والتعذيب، وهذه الشائعات استغلتها قوى دولية ومنظمات حقوقية لانتقاد الحكومة وفرض عقوبات سياسية.

وجرى الترويج لشائعات حول فض اعتصام رابعة العدوية المسلح، وهى شائعات كانت تهدف إلى تصوير الدولة كداعم للعنف والقتل، ورغم التحقيقات الرسمية التى أجريت فى هذه الحوادث، إلا أن وسائل الإعلام الموالية للإخوان استمرت فى نشر تلك الروايات المشوهة.

وعملت الجماعة أيضًا على نشر شائعات تتعلق بفشل القوات الأمنية فى مواجهة الإرهاب أو مكافحة العناصر التكفيرية، وكان الهدف من ذلك هو التأثير على الحالة الأمنية فى البلاد، ومن أبرز الشائعات التى جرى ترويجها هى الادعاءات بوجود تقارير مفبركة حول زيادة العمليات الإرهابية فى مختلف المناطق المصرية، وخاصة فى سيناء، فى محاولة لإظهار أن الدولة عاجزة عن حماية مواطنيها.

وأطلقت جماعة الإخوان العديد من الشائعات حول مشروعات التنمية الكبرى التى نفذها النظام الحالى، مثل مشروع قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات البنية التحتية، وجرى نشر معلومات مغلوطة تتعلق بتكلفة هذه المشاريع.

ولعبت جماعة الإخوان على وتر الفتن الطائفية، كذلك؛ إذ حاولت نشر شائعات حول وجود تمييز ضد الأقباط فى مصر، وأن الدولة تتبع سياسة قمعية ضدهم، وهذه الشائعات كانت تستهدف تحفيز مشاعر الانقسام بين فئات المجتمع المصرى، وتحقيق أهداف الجماعة السياسية على حساب الأمن الاجتماعى.

جاهلية المجتمع.. سيد قطب يكفر الجميع ويستثنى جماعته

يعد كتاب سيد قطب «معالم فى الطريق» مانيفستو جماعة الإخوان الإرهابية، ودليلها الإرشادى، وهو الكتاب الذى كتبه سيد قطب بالكامل خلال فترة سجنه عام ١٩٥٤، والتى قضاها فى مستشفى ليمان طرة.

استطاع سيد قطب تهريب أجزاء الكتاب بمساعدة شقيقته حميدة قطب، بعدما استغل الاستثناء المسموح له بالحصول على أوراق وأقلام، على عكس باقى المساجين آنذاك، واستغل عدم خضوع شقيقته لتفتيش ذاتى، وهرب الأوراق فى ثيابها.

وفى كتابيه «معالم فى الطريق» و«فى ظلال القرآن»، أطلق سيد قطب مصطلحات مثل «جاهلية المجتمع» و«المجتمع الجاهلى»، وفيه يكفر «قطب» كل من لا ينتمى لجماعة الإخوان. ويقول المرشد الخامس للإخوان، مصطفى مشهور، فى حوار له: «بدأت ألفاظ الجاهلية والحاكمية تظهر فى كتابات سيد قطب عندما كان يعد تفسيره (فى ظلال القرآن) للطبعة الثانية، أثناء وجوده فى السجن، بعدما تأثر بكتابات أبى الأعلى المودودى، وأضاف هذه الألفاظ إلى الكتاب». وجاء فى كتاب «فى ظلال القرآن»: «الجاهلية ليست اسمًا لمرحلة تاريخية سابقة على الإسلام، بل إنها تنطبق انطباقًا حرفيًا على كل وضع بصرف النظر عن اعتبارات الزمان والمكان، إذا كان الوضع مشابهًا لتلك المرحلة التاريخية السابقة على الإسلام».

ووفقًا للإرهابى سيد قطب، يدخل فى المجتمع الجاهلى كل مجتمع لا ينظم حياته بما عرفه بـ«الحاكمية»، فلا رئيس لدولة، ولا تشريعات وقوانين تنظم علاقات الأفراد ببعضهم البعض، ولا مفردات تتعلق بالحياة المدنية الحديثة. 

يقول سيد قطب، فى كتابه «فى ظلال القرآن»: «إن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده، ولو لم يصحبه شرك فى الاعتقاد بألوهيته، ولو قدمت الشعائر التعبدية له وحده».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق فاينانشيال تايمز: انتصار «ترامب» يغير دور الولايات المتحدة فى المنطقة ويفرض نظامًا عالميًا جديدًا
التالى تحت السيطرة.. «الدستور» تكشف: الدولة تنجح فى حصار مافيا الإسكان الاجتماعى