بخطوات ثابتة نحو التميز والتفوق، حقق الطالب الأزهرى محمد احمد حسن حلمه الذي كان يراوده منذ طفولته، برفع إسم مصر دوليًا، وإعلاء اسم الأزهر الشريف في المحافل الدولية، فكان نور البصيرة هو ما ينير له الطريق نحو النجاح، وبإصرار كبير على تدارك كافة العقبات ليحصل على المركز الأول في مسابقة القراءة العربي بالإمارات العربية المتحدة لذوي الهمم، والتي تنافس فيها طلبة وطالبات من المراحل التعليمية من 50دولة.
“الدستور” أجرت بثًا مباشرًا مع الطالب محمد أحمد حسن من الإسكندرية والذي حصد المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي لذوي الهمم.
تنافس مع 39 ألف طالب
"كان حلمًا يراودني منذ الطفولة، وشاركت لمدة 8 سنوات في المسابقة حتى أصبح الحلم حقيقة" كلمات عبر بها الطالب محمد أحمد حسن، بالصف الثالث الثانوي الأزهري بالإسكندرية "كفيف" عن سعادته عقب حصوله على المركز الأول في مسابقة تحدي القراءة العربي لذوي الهمم متنافسًا مع 39 ألف طالب وطالبة من 50 دولة.
تمثيل مصر والأزهر
"كنت متصور لأخر لحظة انني قد أحصل على المركز الثاني وليس المركز الأول، حتى تم نداء إسمي بأنني حصلت على المركز الأول" متابعًا" منذ صغري وأنا أتمنى أن أرفع راية الأزهر خفاقة، وراية مصر عالية خارج مصر، وأن أمثل مصر والأزهر في مختلف المحافل الدولية، فمنذ صغري اتمنى ذلك وبفضل الله تحققت تلك الأمنية، وهى كانت أيضًا أمنية والدتي منذ صغري.
وأضاف أن مسابقة تحدي القراءة العربي صرح عظيم، فهي ليست مسابقة تنافسية كغيرها من المسابقات، بل هي مسابقة تجعل من الفرد قادرًا على النهوض بنفسه ووطنه ومجتمعه، إلى أفضل صورة ممكنة وذلك ما يحدث إلا بالقراءة، لأن القراءة هي حياه، ولأن الإنسان عندما يقرأ فكأنما يضيف حيوات إلى حياته، وبالنسبة لنا فهي العين التي نبصر بها، فهي مسابقة تنمي من الروح القرائية إلى كل محب للقراءة.
مشاركة مستمرة
وأوضح أن مشاركته في مسابقة تحدي القراءة العربي هي المشاركة الثامنة، حيث يشارك في المسابقة منذ انطلاقها في عام 2017، وحصل العام الماضي على المستوى الثاني جمهوريًا، وهذا العام حصل على المركز الأول جمهوريًا عن فئة ذوي الهمم بالأزهر الشريف، والأول على مستوى الوطن العربي على فئة ذوي الهمم ممثلًا أيضًا للأزهر الشريف.
قراءة وتلخيص 400كتاب
وأشار أنه على مدار مشاركته في مسابقة تحدي القراءة العربي خلال 8 سنوات قرأ 400 كتاب، حيث أن شروط المسابقة قراءة 50 كتاب في كل مرحلة وتلخيصها في كتيبات صغيرة وتم الاختبار في هذه الكتب على مستوى الجمهورية، وكان الامتحان على مستوى الوطن العربي مختلفًا، فلم يكن به أي سؤال من الكتب التي تم تلخيصها، فالأمتحان على مستوى الوطن العربي ينظر فيه إلى ثقافة الطالب، ومستوى تعامله مع الأسئلة والاجابات عليها، مشيرًا إلى أن إحدى المحاكمات في المسابقة قالت له" أنه استطيع أن أخرج من السؤال بأفضل إجابة ممكنة".
وتابع أن الامتحان على مستوى الوطن العربي كان في الأدب، وتضمن الامتحان الأدب في مختلف العصور، من العصر الجاهلي وحتى الحديث، موضحًا أنه حرص منذ المشاركة الأولى أن تكون الكتب التي يقرأها في مجالات مختلفة ومنها: الدين، الاقتصاد، علم الاجتماع، التاريخ، والسيرة النبوية، فقد كانت الكتب متضمنة جميع المجالات، ومن ضمن الكتب التي قام بتلخيصها في هذا العام من المسابقة: قواعد السطوة ل" روبرتو جرين"، من يمتلك العالم للكاتب الامريكي" نعوم تشومسكي"، قواعد الذاكرة ل" كيفين ترودو"، قضايا المرأة بين التقاليد الوافدة والراكدة للإمام الشيخ محمد الغزالي، الرحيق المختوم لصفي الدين المباركفوري، وكتاب نوادر العشاق لابراهيم زيدان.
كانت طريقة برايل هي طريقة قراءة محمد للكتب في البداية، ولكنه أراد أن يكون اسلوب الاطلاع بشكل أسرع، ليبدأ في طرق جديدة من خلال اختيار الكتب عبر الانترنت وتحويلها من خلال خاصية في جوجل إلى صوتية، حتى يتثنى له الاستماع إلى الكتب، كذلك كان يستعين بمن يقرأ له إذا لم تتوافر بعض الكتب إلكترونيا، وذلك ليستطيع وان يقرأ المزيد من الكتب على مدار ثمانية أعوام.
حفظ القرآن ومشاركات في مسابقات عديدة
الفوز بمسابقة تحدي القراءة العربي سبقه العديد من الجوائز واجتياز المسابقات المحلية والدولية، حيث حصل محمد على عدة جوائز منها المركز الأول على مستوى الجمهورية في القران الكريم، وحصل بالمسابقة العالمية ال28 للقرآن الكريم على المركز الثاني، وكُرم من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية العام قبل الماضي في ليلة القدر لحصوله على هذا المركز، وكان اللقاء الثاني له مع الرئيس حيث ألتقى بالرئيس السيسي من قبل في 2016 خلال افتتاح مشروع بشاير الخير في الإسكندرية، وقرأ أمامه القرآن.
وأشار محمد أنه حفظ القرآن الكريم كاملًا مجاز بالقراءات العشر الصغرى، مشيرًا إلى يفخر بأنه أحد أبناء الأزهر الشريف وأحد ممثليه في مختلف المحافل الدولية، متجها بالشكر للأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لدعمه مشاركة طلاب الأزهر في صرح تحدى القراءة العربي.
والدة محمد: فرحتي لا توصف بفوز نجلي على مستوي الوطن العربي
وأوضحت والدة محمد، أن فرحتها بفوز نجلها بالمركز الأول لذوي الهمم على مستوى الوطن العربي لا تستطيع وصفه، فكانت هذه اللحظة أجمل لحظة في حياتها، فهو كان حلم يراودها منذ سنوات طويلة أن يحقق أحد أبنائها مركز لمصر على مستوى الوطن العربي.
وقالت ل" الدستور' كنت دائما اتحدث مع نجلي منذ أن كان في مرحلة الحضانة أنها تحلم بأن يرفع علم مصر خارجها عربيا ودوليا وأن يكون فخور بأنه مثل بلده، مشيرة بأن كانت فخورة بتمثيل مصر وتحقيق الفوز بالمركز الأول وسط 50 دولة.
وأشارت إلى أنها رُزقت بثمرة طيبة في أولادها، فقد أكرمها الله بأربعة من الأبناء، ثلاث منهم من ذوي الهمم" إعاقة بصرية" وكانوا نعم الأبناء فهم من حافظي القرآن، وتجتهد هي ووالدهم لإيصالهم لبر الأمان، موجهة رسالة لكل أم " أتعبي واجتهدي مع أولادك وربنا هيعوضك خير فيهم".