وجه الكاتب الكبير والروائي الدكتور يوسف زيدان، انتقادًا حادًا لما أسماه "حلول الفاست فود" والحلول الجاهزة في معالجة الأزمات المجتمعية والاقتصادية، محذرًا من أن الانشغال بقضايا تافهة بينما "العالم يغلي حولنا" يُمثل خطرًا على الأجيال الحالية والقادمة.
وأشار “زيدان”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، إلى حالة الانشغال العام بالقضايا السطحية مثل خلافات الممثلين والشائعات في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة والعالم غليانًا ينتقل تأثيره إلى المواطن مباشرة في شكل ارتفاع للأسعار، رافضًا التعبير الشائع عن ارتفاع سعر الدولار، مؤكدًا أن العملة هي التي تراجعت، داعيًا إلى طرح الأزمة الاقتصادية بشكل صحيح.
وانتقد الدكتور يوسف زيدان بشدة الشعارات الثلاثة التي يتم طرحها كحلول سريعة للأزمات، مؤكدًا أنها لا تؤدي إلا إلى المزيد من التعقيد والنزاع، متسائلا: "الإسلام هو الحل لإيه؟، مش تحدد المشكلة؟"، مشيرًا إلى أن التدين أطياف، وأن الخوض في التفاصيل الفقهية والمذهبية يفتح متاهة لا نهاية لها، لتصبح النتيجة أن الإسلام هو المشكلة وليس الحل.
ولفت إلى أن العلمانية كانت وسيلة خروج أوروبا من العصور الوسطى لأن طبيعة المسيحية تقول: "مملكتي ليست من هذا العالم"، مشددًا على أن هذا المفهوم لا ينطبق على طبيعة الإسلام الذي هو نظام دولة، محذرًا من محاولات التلزيق التي تخلق صراعات عقيمة مثل الخلاف على حذف الشريعة الإسلامية من الدستور تؤدي إلى حبس وقتل، متسائلا: "مش الديمقراطية دي اللي جابت هتلر؟، مش هي الديمقراطية دي اللي جابت نتنياهو؟"، مستشهدًا بفوز الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأغلبية ساحقة في ذروة الهزائم، مشيرًا إلى رأي الفيلسوف أفلاطون الذي اعتبرها أسوأ أنظمة الحكم في مجتمع غير متعلم.
وشدد على أن الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمات هي التخلي عن الحلول الجاهزة واتباع منهج علمي سليم: "يا أخي حدد المشكلة وفكك عناصرها وبعدين انظر فيها، زي ما قال ديكارت: لازم تحليل وتركيب.. وشك ومنه توصل ليقين".
وحذر من أن هذه الطريقة الحالية في التعاطي مع الأزمات تُمثل خطرًا على اللي موجودين دلوقتي وخطر على الأجيال اللي جاية كمان.











0 تعليق