"حنعمرها تاني".. بلدية غزة تطلق حملة رمزية لإحياء المدينة عقب حرب الإبادة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أطلقت بلدية غزة، مساء اليوم السبت، حملة شعبية رمزية تحمل اسم "حنعمرها تاني" في خطوة تهدف إلى تعزيز روح المشاركة المجتمعية وحشد الجهود لإعادة بناء مدينة أنهكتها حرب الإبادة الإسرائيلية واستمرت لعامين، وخلفت دمارًا واسعًا في المباني والبنى التحتية ومرافق الحياة الأساسية.

وانطلقت الحملة من مفترق السرايا وسط المدينة بمشاركة واسعة من شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية والغرفة التجارية وعدد كبير من المتطوعين من مختلف الفئات العمرية، بينهم أطفال. 

وشملت الفعاليات تنظيف الشوارع الرئيسية وإزالة الركام والنفايات، إلى جانب زراعة أشجار في بعض الطرقات لإضفاء لمسة من الحياة على المناطق التي سُويت بالأرض خلال الحرب.

وأوضحت البلدية أن هذه المبادرة تهدف إلى إضاءة بارقة أمل نحو مشاركة مجتمعية فاعلة في البناء والإعمار، معتبرة أن إعادة الإعمار تبدأ من إرادة الناس قبل المعدات.

وقال رئيس بلدية غزة، يحيى السراج، إن انطلاق الحملة من "قلب غزة النابض" يبعث رسالة بأن أهل غزة باقون ولن يتركوها، مضيفًا أن السكان عادوا إلى مدينتهم ويسعون لجعلها أجمل مما كانت، رغم حجم الدمار. 

وأكد السراج أن الحملة رمزية لكنها تحمل دلالات كبيرة، أبرزها التأكيد على أن الأمل لم ينقطع، وأن الفلسطينيين قادرون على إعادة إعمار ما دمره العدوان من بنى تحتية ومرافق عامة ومؤسسات ومساكن ودور عبادة.

وتشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إلى أن حرب العامين دمرت نحو 90% من البنى التحتية المدنية، وسط تقديرات أممية بأن كلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 70 مليار دولار. 

مصر تستضيف مؤتمر لإعادة الإعمار وتنمية القطاع

وتستضيف مصر خلال نوفمبر الجاري مؤتمرًا دوليًا لإعادة إعمار وتعافي وتنمية القطاع، في إطار خطة عربية–إسلامية أقرت في مارس الماضي، تمتد لخمس سنوات وتُقدّر تكلفتها بنحو 53 مليار دولار.

ودعا السراج المجتمع الدولي وهيئات الإغاثة للضغط على إسرائيل لفتح الحدود والسماح بدخول مواد الإعمار واحتياجات البنية التحتية الأساسية، مؤكدًا أن السكان غرقوا مع أول منخفض جوي بسيط نتيجة تدمير المناهل وآبار المياه وغياب شبكات الصرف.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، تواصل إسرائيل فرض قيود مشددة على دخول المساعدات، إذ لا يتجاوز متوسط الشاحنات الواصلة إلى غزة 145 شاحنة يوميًا، أي ما يعادل 24% فقط مما نص عليه الاتفاق. كما تمنع دخول مواد الإيواء، ما أدى إلى غرق آلاف الخيام التي يعيش فيها النازحون خلال الأيام الماضية بسبب الأمطار.

وخلفت الحرب الإسرائيلية أكثر من 69 ألف شهيد وما يزيد عن 170 ألف جريح، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية قسوة في التاريخ المعاصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق