كشفت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم ، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات تمنع مغادرة مقاتلي حركة حماس المتواجدين في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، المعروفة باسم "الخط الأصفر"، في خطوة تعكس تشدد الحكومة الإسرائيلية في فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة الفاصلة.
نتنياهو يرفض السماح بخروج 200 مقاتل من حماس
ونقلت الهيئة عن مصدر في مكتب رئاسة الوزراء قوله إن نتنياهو يمنع نحو 200 مقاتل من مغادرة الخط الأصفر، مؤكداً تمسكه بـ"تفكيك البنية العسكرية لحماس، ونزع سلاحها بشكل كامل، وإحباط أي تهديدات إرهابية ضد القوات الإسرائيلية المنتشرة في القطاع".
وأوضح المصدر أن رئيس الوزراء يعتبر أن السماح بخروج مقاتلي الحركة "يتناقض مع الأهداف الأمنية التي تسعى تل أبيب لتحقيقها بعد اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن "السيطرة على هذا الخط تمثل أولوية استراتيجية في المرحلة الحالية".
"الخط الأصفر".. شريط يفصل غزة إلى شطرين
ويمتد ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" على طول قطاع غزة، ويقسمه إلى شطرين تقريباً وفق خطة ترامب لوقف الحرب، حيث عزز الجيش الإسرائيلي وجوده في تلك المنطقة بنقاط مراقبة وسواتر رملية وأسلاك شائكة، لتصبح بمثابة خط دفاع متقدم داخل القطاع.
وفي وقت سابق، سمحت إسرائيل لعناصر من حماس بالدخول إلى المنطقة بحثاً عن جثث الرهائن الإسرائيليين، لكن تحت رقابة جوية مشددة، وهو ما اعتبرته مصادر أمنية "استثناء محدوداً لا يُغيّر من قواعد الاشتباك".
الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف متسللين عبر الخط
وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، أنه استهدف عدداً من المسلحين الذين اجتازوا الخط الأصفر واقتربوا من مواقع الجيش في جنوب القطاع، واصفاً الموقف بأنه "تهديد مباشر للقوات".
وقال الجيش في البيان: "رصدت وحدات المراقبة تحركات مشبوهة داخل منطقة الخط الأصفر، حيث اقترب عدد من المخربين من مواقعنا. تم التعامل معهم جواً وبراً، والقضاء عليهم لإزالة التهديد الفوري".
وأكد الجيش أن قواته المنتشرة في المنطقة "تعمل وفق إطار اتفاق وقف إطلاق النار، لكنها تحتفظ بحقها في الرد على أي خرق أمني أو تهديد مباشر".
مقاتلو حماس يتحصنون في الأنفاق. والجيش يعتبر المنطقة قابلة للدفاع
وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلى أن مئات من عناصر حماس ما زالوا يختبئون داخل شبكة أنفاق تقع ضمن المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في القطاع، مع قدرتهم على التواصل مع قياداتهم الميدانية.
وأضاف مسؤول عسكري أن الجيش يعتقد أن "الخط الأصفر" بات قابلاً للدفاع بشكل جيد، رغم قرب بعض أجزائه من الحدود الإسرائيلية في وسط غزة، مشيراً إلى أن تل أبيب تسعى إلى تأمين "ميزة الأرض المرتفعة" لتأمين قواتها على المدى الطويل.
"الخط الأصفر" بين السيطرة الميدانية ومأزق التهدئة
ويرى محللون أن منع نتنياهو خروج مقاتلي حماس من الخط الأصفر يؤكد رغبة إسرائيل في تثبيت وقائع ميدانية جديدة داخل غزة، تُمكّنها من مراقبة القطاع والسيطرة على عمقه الأمني.
وفي المقابل، يحذر خبراء من أن استمرار هذا النهج قد يُفشل أي مسار سياسي محتمل لإحياء التهدئة الدائمة، ويُبقي الوضع الميداني مفتوحاً على مزيد من التصعيد، خاصة مع إصرار حماس على البقاء في مواقعها تحت الأرض وانتظار اللحظة المناسبة للرد.
وبينما يصر نتنياهو على اعتبار "الخط الأصفر" خط دفاع متقدم، يرى مراقبون أنه قد يتحول إلى خط اشتباك جديد في معادلة الحرب المفتوحة التي لم تُغلق فصولها بعد في قطاع غزة.
















0 تعليق