"طفل الإسماعيلية".. كيف تحوّل طفل إلى قاتل بسبب الأفلام الدموية؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

واقعة «طفل الإسماعيلية» جريمة بشعة اهتز لها العقل وحدود المنطق لأنها تجاوزت حدود الفهم والرحمة حيث كان بطلها طفل عمره 13 عامًا قتل صديقه بطريقة مأساوية حملت في داخلها مزيد من العنف والغموض جعل المجتمع يتساءل عن سبب ارتكاب طفل هذه الجريمة وسط إهمال آسرته وتأثير العنف والألعاب الالكترونية والأفلام الدموية على وعيه وحولته لمجرم. 

الواقعة كما كشفتها تحقيقات النيابة العام أن الطفل محمد أحمد اختفى وعقب بحث موسع من آسرته وإبلاغ الأجهزة الأمنية تبين أنه جثة متقطعة لآشلاء ملقاة بالقرب من فرع كارفوربمحافظة الإسماعيلية، ليتبين أن وراء الجريمة صديقه في نفس الصف الذي استدرجه لمنزله واعتدى عليه بعصا على رأسه وخنقه حتى فارق الحياة، ثم استخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع جسده وإخفاء معالم الجريمة. لم تتوقف الصدمة هنا لأن الجريمة لم تكن نوبة غضب عابرة، بل جريمة مخططة من طفل كما أن خيوط التحقيق قادت إلى تورط والده الذي تواطأ معه في عدم الإبلاغ عن الجريمة لأنه اكتشف رائحة كريهة في غرفة نجله وبالفحص اكتشف وجود رأس القتيل داخل كيس بلاستيك أسفل السرير فاصطحب طفلته وفر هاربا خوفا مما رأه، وكذلك صاحب محل الهواتف الذي اشترى من المتهم هاتف الضحية.

وقال الدكتور أحمد فخري، أستاذ علم النفس ورئيس قسم العلوم الانسانية بجامعة عين شمس، إن المخ البشري ما هو إلا كاميرا تلتقط الأحداث التي يمر بالانسان في وقت الطفولة ويختزلها ثم يتصرف بناءًا عليها لأن سلوكنا ما هو إلا نتاج لطريقة تفكيرنا فمشاهدة أحداث العنف سواء في سلوكيات عنف الآسرة أو في التعرض لعنف بأي طريقة يخلف ورائه ما يعرف بـ«أطفال لديهم اضطراب عنف» وهذا تخصص جديد نتيجة جرائم عنف مثل واقعة طفل الإسماعيلية .

وسرد تحليل الطفل المتهم النفسي بأنه في مرحلة الطفولة لا نستطيع تقيم سلوك الأطفال إلا بعد بلوغهم سن ثمانية عشر عامًا لكن في هذه الواقعة كنا أمام طفل يشاهد أفلام عنف ورعب وكذلك ألعاب على الانترنت بنفس المستوى اختزلها وحاول تطبيقها بحذافيرها واتقن ذلك وهذا يدل على طول مدة مشاهدة تلك الأفلام لأنه تكيف معها بدون وعي وهذه الجريمة من النوادر على الشعب المصري الذي يستم بالعاطفة والطيبة. 

وأضاف أنه عكس الطفل الذي يتسم بالمراوغة أمام النيابة مما يدل على أننا أمام طفل سيكوباتي لديه البوادر التي تشخصه كمجرم نفسي لديه عدوانية وكراهية للأخر وتخترق النظم والعادات فبعد تطبيق العقوبة لابد من تأهيله نفسيًا لأنه نتيجة مسئولية مشتركة من سلوكيات الطفل ومن أسرته التى تخلت عن الرقابة وكانت في غفله عن سلوكه وشجعته على سلوكه العدواني. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق