سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في السوقين المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم، مدعومة بعمليات شراء محدودة، رغم استمرار قوة الدولار التي حدّت من مكاسب المعدن النفيس، في ظل حالة من الترقب لخطوات السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.
تحركات الأسعار محليًا وعالميًا
ارتفع جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلية بنحو 10 جنيهات ليبلغ 5360 جنيهًا، كما صعدت الأوقية عالميًا بحوالي 14 دولارًا لتصل إلى مستوى 4017 دولارًا.
وسجّل عيار 24 نحو 6126 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 مستوى 4594 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 42880 جنيهًا.
يأتي ذلك عقب تراجع الذهب الأسبوع الماضي بنحو 200 جنيه في السوق المصرية و111 دولارًا عالميًا، إلا أن المعدن الأصفر ما زال مرتفعًا على أساس شهري بنسبة 3.3% محليًا و4% عالميًا.
الدولار يضغط والذهب يتماسك
يواجه الذهب صعوبة في تحقيق ارتفاعات قوية نتيجة استمرار دعم الدولار الأمريكي، وذلك بعد خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس مع الإشارة إلى عدم الاتجاه نحو مزيد من التيسير النقدي في العام الحالي، ما عزز جاذبية العملة الأمريكية وحدّ من الإقبال على الملاذات الآمنة.
كما ساهم تحسن شهية المخاطرة في الأسواق وارتفاع مؤشرات الأسهم العالمية في تقليص الطلب على الذهب.
التطورات الجيوسياسية والتجارية
ورغم هدوء التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد التوصل لاتفاق أولي يشمل تخفيف قيود على المعادن النادرة مقابل تمديد تعليق رسوم جمركية أمريكية، فإن الذهب لا يزال مستفيدًا من استمرار المخاطر الجيوسياسية والطلب المؤسسي طويل الأجل.
ضغوط من الصين على سوق الذهب
تعرض الذهب لضغط إضافي عقب قرار وزارة المالية الصينية خفض إعفاء ضريبة القيمة المضافة على الذهب المشتَرَى من بورصتي شنجهاي للذهب والعقود الآجلة، من 13% إلى 6% بدءًا من نوفمبر 2025.
القرار أثار مخاوف المستثمرين في الصين، أكبر مستهلك عالمي للذهب، وسط توقعات بتراجع الطلب الاستثماري وارتفاع تكلفة التداول.
وعقب القرار، تراجعت أسهم كبرى شركات المجوهرات الصينية؛ حيث هبط سهم "تشاو تاي فوك" بنسبة 12%، و"تشاو سانج سانج" بأكثر من 8%، و"لاوبو جولد" بأكثر من 9%.
وتوقعت مؤسسات بحثية أن تلجأ الشركات لرفع أسعار المنتجات لتعويض الأعباء الضريبية الجديدة.
نظرة مستقبلية
ورغم الضغوط الناتجة عن قوة الدولار والسياسات الصينية، يظل الذهب مدعومًا بالطلب القوي من البنوك المركزية والمؤسسات المالية، إضافة إلى المخاوف المرتبطة بالأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، بما في ذلك تأثير استمرار أزمة الإغلاق الحكومي الممتدة لأكثر من 33 يومًا.
ويتداول الذهب حاليًا بالقرب من مستوى 4000 دولار للأوقية في نطاق ضيق، بينما يترقب المستثمرون مؤشرات جديدة من الفيدرالي الأمريكي وبيانات اقتصادية رئيسية لتحديد اتجاه الأسعار خلال الفترة المقبلة.








            




0 تعليق