حذر الباحث السياسي الفلسطيني الدكتور نزار نزال من أن استمرار الانقسام بين الفصائل الفلسطينية يهدد مستقبل قطاع غزة ويفتح الباب أمام “وصاية دولية” على القطاع، في حال فشلت القوى الفلسطينية في التوافق على رؤية موحدة للمرحلة المقبلة.
وقال نزال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن الفصائل الفلسطينية لا تمتلك حتى الآن قرارًا بوقف الحرب، مشيرًا إلى أن إنهاء العدوان الإسرائيلي “ليس بيد طرف واحد”، بل يحتاج إلى توافق وطني وضغوط إقليمية ودولية حقيقية.
نزال:انعقاد اجتماع موسع في القاهرة قريبا
وأضاف أن مصر تبذل جهودًا جبارة منذ اندلاع الحرب، موضحًا أن القاهرة فشلت في المرحلة الأولى من المفاوضات لكنها عاودت محاولاتها مؤخرًا “ويبدو أن هناك تقدمًا نسبيًا في تشكيل لجنة فلسطينية من المتوقع أن تتسلم إدارة الأمور داخل قطاع غزة بعد الحرب”.
وأكد “نزال” أن هذه اللجنة تواجه إشكاليات جوهرية تتعلق بمرجعيتها السياسية، موضحًا أن الخلاف حول الجهة التي ستشرف عليها “قد يعطل التقدم في هذا الملف”.
وتوقع الباحث الفلسطيني انعقاد اجتماع موسع في القاهرة خلال الأسابيع المقبلة، تشارك فيه الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن “مصر هذه المرة قد تستخدم ضغوطًا قوية وربما قاسية على الأطراف الفلسطينية”، في محاولة لدفعها نحو التوافق.
وأكد نزال أن “مستقبل غزة مرهون باتحاد الفلسطينيين”، مضيفًا:“لا يجوز بعد أكثر من 70 ألف شهيد و170 ألف جريح وتدمير شبه كامل للقطاع، أن يبقى الفلسطينيون منقسمين. لم يعد أمامنا خيار سوى الوحدة الوطنية، وتوحيد الخطاب والبرنامج السياسي تحت قيادة فلسطينية واحدة.”
واختتم نزال حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، لافتًا إلى أن الأوضاع الميدانية والسياسية “تخضع لضغوط كبيرة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بتطوراتها ما لم تتشكل رؤية فلسطينية جامعة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.”














0 تعليق