السبت 25/أكتوبر/2025 - 03:12 م 10/25/2025 3:12:09 PM
لم تمر ساعات على انتشار الفيديو الذي وثّق لحظة الاعتداء على رجل مسن في محافظة السويس حتى تحولت الواقعة إلى قضية رأي عام حقيقية، تفاعل معها ملايين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت درسًا جديدًا في سرعة استجابة أجهزة الدولة لما يمس كرامة الإنسان وحقوقه.
ففي حي الجناين بالسويس، وثقت ابنة المسنّ مشهدًا مؤلمًا لاعتداء مالك عقار وصاحب محل ملابس على والدها المسن أمام المارة، في محاولة لإجباره على مغادرة شقته القديمة، الفيديو الذي لم تتجاوز مدته ثوانٍ كان كافيًا لإشعال موجة غضب عارمة على السوشيال ميديا، حيث عبر المواطنون عن تضامنهم الكامل مع الضحية وطالبوا بالتحرك الفوري ضد الجناة.
التحرك الأمني جاء أسرع مما توقع الجميع، فخلال ساعات قليلة فقط من تداول المقطع، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي ضبط المتهمين، بعد تحديد هويتهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، وأكدت أن ما حدث يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون ولقيم المجتمع المصري الذي يقدّر الكبير ويحترم الضعيف، هذا التحرك السريع أعاد التأكيد على أن أجهزة الأمن باتت أقرب إلى نبض الشارع، تتابع ما يُثار على المنصات، وتتعامل معه بجدية ومسؤولية، لتؤكد أن كرامة المواطن خط أحمر.
وفي الوقت نفسه، لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورًا فاعلًا في كشف الحقيقة وتسليط الضوء على الواقعة، ليس فقط من خلال نشر الفيديو، بل بخلق حالة وعي جماعي تدافع عن قيم الإنسانية والعدالة، فقد تحول التضامن الإلكتروني إلى رسالة قوة وشراكة مجتمعية تدعم الدولة في مواجهة أي تجاوز يمس حق الإنسان في الأمان والاحترام.
ومع مباشرة النيابة العامة للتحقيق، سارعت وزارة الداخلية إلى تأكيد التزامها الكامل بدعم سيادة القانون، بينما تابعت الأجهزة الاجتماعية والحقوقية حالة المجني عليه الإنسانية عن قرب، لقد تحولت الحادثة من فعل عنيف فردي إلى مشهد وطني، الجميع فيه على موقف واحد وهو لا تهاون مع من يهين كرامة إنسان.
هذه الواقعة، رغم قسوتها أظهرت أن منظومة الدولة والمجتمع باتت أكثر تجاوبًا وتكاملًا، وأن “السوشيال ميديا” حين تستخدم في خدمة الحق تصبح منصة رقابة حقيقية تساعد في تحقيق العدالة، ومثلما أثبتت وزارة الداخلية يقظتها وقدرتها على التحرك السريع، أثبت الشارع المصري أيضًا أنّ صوته صار مؤثرًا حين ينتصر للإنسان قبل أي شيء آخر، وأن العدالة لا تموت ما دام في هذا الوطن من يغضب للحق ويقف مع المظلوم.













0 تعليق