قالت قناة "cbc" الكندية، السبت، إن حرب غزة والمعتقلات أصابت الفلسطينيين بأمراض غير مسبوقة في ظل صعوبات العلاج أو وجود مستشفيات مناسبة لحالتهم مع تعنت الاحتلال الفلسطيني في خروج المصابين لتلقي الدعم الطبي اللازم.
وسلطت التقرير الضوء على قصة محمود أبو فول وهو رجل فلسطيني فقد بصره داخل معتقلات الاحتلال لشدة التعذيب والضرب، موضحا أنه يتمنى لو يستطيع استعادة بصرة لرؤية عائلته وغزة من جديد.
وعاد محمود أبو فول إلى غزة بعد أن أمضى أكثر من تسعة أشهر في الاعتقال الإسرائيلي ولكن عندما عاد إلى وطنه، وسط مئات الأشخاص الذين تجمعوا لاستقبال المعتقلين المفرج عنهم، لم يستطع حتى النظر حوله ليرى عائلته لأنه فقد بصره أثناء سجنه.
معاناة الفلسطينين داخل سجون الاحتلال
في 13 أكتوبر الجاري كان أبو فول من بين أكثر من 1700 أسير فلسطيني أفرجت عنهم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الحالي مع حماس، بعد أن تم أسرهم من غزة خلال الحرب واحتجازهم دون توجيه تهم إليهم. كما أُطلق سراح مئات آخرين في الضفة الغربية.
وكشف التقرير الكندي أن خبراء الطب الشرعي في غزة قالوا إن الجثث التي تسلموها من الاحتلال تظهر عليها علامات تعذيب، مشيرة إلى أن تقرير سابق نُشر في أغسطس 2024، أكد هذا نشرته منظمة بتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان، مؤكدة أن إسرائيل انتهجت سياسة منهجية لإساءة معاملة السجناء وتعذيبهم منذ بدء الحرب في غزة، حيث أخضعت المعتقلين الفلسطينيين لأعمال تتراوح بين العنف التعسفي والاعتداء الجنسي.
وأكد التقرير الكندي، أن الشهادات تشير بوضوح إلى سياسة منهجية ومؤسسية تركز على الإساءة والتعذيب المستمر لجميع السجناء الفلسطينيين المحتجزين من قِبل إسرائيل.
كذلك كشف مؤسسة الضمير، وهي منظمةٌ تُعنى بحقوق الأسرى الفلسطينيين، أن حوالي ٢٦٧٣ فلسطينيًا من غزة محتجزون حاليًا بموجب قانون المقاتلين غير الشرعيين الإسرائيلي واصفةً إياه بأنه شكل من أشكال الاعتقال الإداري.
في الشهر الماضي، دعت الأمم المتحدة السلطات الإسرائيلية إلى الوقف العاجل للتعذيب المنهجي وغيره من ضروب سوء المعاملة للفلسطينيين المحتجزين في سجونها وأماكن الاحتجاز الأخرى، وحماية حقهم في الحياة وضمانه، موضحة أن المعاملة الموثقة للأسرى الفلسطينيين من قبل إسرائيل شملت الضرب المتكرر، والإيهام بالغرق، ووضعيات الإجهاد، واستخدام الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والجسماني، وفرض ظروف لا إنسانية متعمدة كالتجويع والحرمان من الملابس النظيفة ومستلزمات النظافة والرعاية الطبي".
ووثّق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفاة ما لا يقل عن 75 فلسطينيًا في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، من بينهم 49 من غزة، بين 7 أكتوبر 2023 و31 أغسطس 2025.













0 تعليق