نيويورك تايمز: إعمار غزة تحت السيطرة الإسرائيلية "احتلال بنسخة جديدة"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم، الجدل الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشأن خطة إعادة إعمار الأجزاء التي تسيطر عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، متسائلة عما إذا كانت الخطة قابلة للتنفيذ أم أنها "حلم أمريكي آخر"، على حد وصفها.

وقالت الصحيفة في تقرير مطول لها، إن تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، أثارت جدلًا واسعًا بعدما أكدا أن إعادة إعمار غزة لا يجب أن تنتظر نزع سلاح حماس أو زوال تهديدها بالكامل، مشيرين إلى إمكانية البدء في بناء "غزة جديدة" داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.

"غزة جديدة" شرق الخط الأصفر

وأوضحت الصحيفة أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ هذا الشهر قسم القطاع فعليًا إلى منطقتين؛ إحداهما تحت سيطرة دولة الاحتلال والأخرى تخضع لحماس، مشيرة إلى أن واشنطن ترى في الجزء الذي تسيطر عليه دولة الاحتلال نقطة انطلاق لإعادة الإعمار السريع.

ونقلت عن كوشنر قوله: "لن تخصص أي أموال لإعادة الإعمار للمناطق التي لا تزال تسيطر عليها حماس".

وأضافت الصحيفة أن مؤيدي دولة الاحتلال يعتبرون هذه الخطة فرصة لإنشاء نموذج فلسطيني جديد "خالي من الأنفاق والصواريخ"، إلا أن محللين شبهوا الفكرة بمشروع ترامب القديم المعروف باسم "ريفييرا الشرق الأوسط"، والذي تخيل غزة بلا مقاومة فلسطينية.

مخاوف من "احتلال جديد"

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن الخبراء يحذرون من أن تنفيذ هذه الخطة قد يتطلب رقابة أمنية مشددة تجعل من المنطقة المعاد إعمارها شكلًا آخر من أشكال الاحتلال العسكري، مضيفة: أن السؤال الجوهري هو: هل سيكون هذا المشروع مقدمة لسلام دائم أم غطاء لوجود إسرائيلي دائم؟

ونقلت عن مصادر دبلوماسية أن دولًا عربية عدة تُبدي تحفظًا على المشاركة في خطة قد تفسر بأنها دعم للاحتلال أو تطبيع للأمر الواقع.

وتناولت الصحيفة في السياق الواقع القاسي شرق القطاع حيث ذكرت أن المناطق الواقعة شرق "الخط الأصفر" تمثل اليوم نحو 53% من مساحة قطاع غزة، وقد حذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين من الاقتراب منها، مشيرة إلى أن من يخترق الحدود يقتل أو يعتقل.

وأكدت أن المنطقة أصبحت شبه خالية من السكان، حيث لا يسكنها سوى الجنود الإسرائيليين، بينما يعيش الفلسطينيون المهجرون على أمل العودة إلى منازلهم المدمّرة.

الموقف الأمريكي والإسرائيلي

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي والإسرائيلي، قالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين، مثل فانس وكوشنر، يرون في الخطة "فرصة سياسية وإنسانية لإعادة تأهيل القطاع بسرعة"، معتبرين أن إعادة بناء المناطق "النظيفة من حماس" قد تخلق نموذجًا اقتصاديًا جديدًا.

ونقلت عن مايكل كوبلو، من منتدى السياسة الإسرائيلية الليبرالي، قوله إن "إسرائيل لو تعاملت مع هذه المناطق كمشاريع لإعادة الإعمار بعد الحرب، فستمنع حماس من العودة إليها مجددًا".

لكن المخاوف الأمنية تبقى حاضرة، حيث قال تامر هايمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن "إبعاد حماس عن هذه المناطق يتطلب نقاط تفتيش دائمة ومراقبة على مدار الساعة"، مضيفًا أن هذا الواقع "قد يعتبر شكلًا جديدًا من الاحتلال".

الرفض الفلسطيني

وعلى الجانب الفلسطيني، نقلت الصحيفة عن عايد أبو رمضان، رئيس غرفة تجارة وصناعة غزة، قوله: "إن الخطة الأمريكية تُسيء فهم جغرافية القطاع"، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تحتل أراضي زراعية وصناعية لا تصلح لبناء أحياء سكنية". 

وأضاف: "أن الخطة تحمل تهديدًا مبطنًا لحماس أكثر من كونها رؤية واقعية للإعمار".

وأعرب أبو رمضان عن خشيته من أن تؤدي هذه الخطة إلى تمييز في السماح بالسكن داخل غزة الجديدة، قائلًا: "سينتهي الأمر بفصل العائلات ومنع البعض من العودة بحجة أنهم اتصلوا بالشخص الخطأ أو قدموا التعازي في المكان الخطأ."

وقال محمد فارس (25 عامًا)، وهو نازح من مدينة غزة: "يتحدثون عنا كما لو كنا أحجار شطرنج. يعتقدون أنه يمكن نقلنا بسهولة من مكان إلى آخر، لكن جذورنا هنا في غزة، ولن نغادرها."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق