أعلنت مديرية التربية والتعليم بمحافظة كفر الشيخ، اليوم الجمعة، عن تعطيل الدراسة في 38 مدرسة بمدينة دسوق، تزامنًا مع انطلاق احتفالات مولد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، الذي تبدأ فعالياته مساء اليوم 24 أكتوبر 2025، وتستمر حتى الجمعة 31 أكتوبر الجاري، وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مكثفة.
6 أيام إجازة لـ5 مدارس في قلب الاحتفالات
أوضح الدكتور علاء جودة، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، أن القرار شمل 5 مدارس تقع داخل نطاق ساحات المولد ومحيط مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقي، حيث تعطل الدراسة بها لمدة 6 أيام كاملة تبدأ من غد السبت 25 أكتوبر حتى الخميس 30 أكتوبر، نظراً لتوافد أعداد كبيرة من الزائرين وإغلاق بعض الطرق المؤدية إليها.
33 مدرسة أخرى تُغلق 3 أيام فقط
وأضاف وكيل الوزارة أن 33 مدرسة أخرى في مناطق متفرقة بمدينة دسوق سيتم تعطيل الدراسة بها لمدة 3 أيام فقط، من الثلاثاء 28 أكتوبر وحتى الخميس 30 أكتوبر 2025، ومن بينها مدرستا كفر إبراهيم الابتدائية والإعدادية، مشيراً إلى أن القرار جاء حفاظًا على سلامة التلاميذ والعاملين في ظل الزحام المتوقع خلال أيام الذروة للاحتفالات.
استعدادات مكثفة في مدينة دسوق
تشهد المدينة حالة استنفار تنظيمي وأمني واسع، حيث بدأت الوحدات المحلية والأجهزة التنفيذية في تجهيز الساحات، وتأمين الطرق المؤدية لمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي، بالتنسيق مع مديرية الأمن والقطاع الصحي والمرور، تحسبًا لأي طارئ، مع نشر فرق النظافة والإسعاف بمحيط المولد على مدار الساعة.
العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي
يُعد العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي أحد أقطاب التصوف الأربعة في مصر، وُلد بمدينة دسوق عام 633 هـ (1235م) في أسرة شريفة النسب، وتوفي عام 676 هـ (1277م).
أسس الطريقة البرهامية الدسوقية التي انتشرت في أنحاء مصر والعالم الإسلامي، ويُقام له مولد سنوي في شهر أكتوبر، يُعد من أكبر الموالد الدينية في دلتا مصر، حيث يتوافد مئات الآلاف من الزائرين من مختلف المحافظات للاحتفال بذكراه، في أجواء روحانية تمتزج فيها المدائح النبوية والكرامات الشعبية ومظاهر البهجة في ساحات المسجد الكبير.
المولد بين الروحانيات والتراث الشعبي
يتضمن المولد عروضًا للطرق الصوفية، ومجالس للذكر، وندوات دينية، إلى جانب مظاهر احتفالية ذات طابع شعبي مثل الأسواق والمقاهي المؤقتة والإنارة المبهجة التي تزين المدينة طوال الأسبوع.
ويُعد المولد مناسبة تجسد التراث المصري الصوفي العريق الذي يجمع بين الدين والثقافة الشعبية، ويؤكد على قيم التسامح والمحبة بين أبناء الوطن.
بهذا القرار، تسعى مديرية التعليم ومحافظة كفر الشيخ إلى تحقيق التوازن بين حفظ الأمن وسلامة الطلاب وبين إتاحة الفرصة لأهالي دسوق للاحتفال بواحدة من أقدم المناسبات الدينية في مصر، التي تبقى رمزًا للمحبة والوصل بين الناس والولي العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي.














0 تعليق