بيزنس الغرقى.. «الدستور» ترصد حكايات ومآسى الأهالى مع الغواصين المزيفين

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

«محمد يا حبيبى. اطلع يا بنى. أنا وأبوك بنادى عليك أهو».. كانت هذه كلمات أم تجلس بجانب زوجها على ترعة الإسماعيلية، يناديان على ابنهما الذى نزل للاستحمام ولم يخرج، عساه يعود كما تقول الخرافة.

محاولة تلك الأم وغيرها ليست إيمانًا بتلك الخرافة، بل حالة من اليأس سيطرت عقب تعرض الكثير من أسر ضحايا الغرق للنصب؛ يغرق طفل فيستأجر الأهل غواصًا، يطلب تكاليف المعدات والمواصلات وأجرته، آلاف الجنيهات، ثم يفشل ويختفى. يستغل هؤلاء أزمة ذوى الغرقى، واستعدادهم لدفع أى مبلغ مقابل ستر جسد القريب والصلاة عليه. كانت تلك القضية محور اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرًا، بعد انتشار هاشتاج على موقع «إكس» يضم قصة أسرة نصب عليها أحد الغواصين وأخذ منها ٣٠ ألف جنيه، لكن الغواص فشل ورغم ذلك حصل على الأموال. «الدستور» تفتح هذا الملف، وتتواصل مع بعض أطراف القضية لتحديد سبب الأزمة وطرق مواجهتها.

 

 

ضحايا دفعوا آلاف الجنيهات.. والنتيجة لا شىء

 

قال المهندس أحمد حسن، من دمياط، إن ابن عمته رامى علاء عطا، غرق فى ترعة السلام منذ سنوات، وكانت سنه آنذاك ١٨ سنة، مؤكدًا أن الأسرة تعرضت للنصب بسبب غواص غير أمين.

وأوضح حسن، لـ«الدستور»: «زوج عمتى رجل فقير على باب الله يعمل مزارعًا وبالكاد يجد قوت يومه، ولما علمنا بغرق نجله تواصلنا مع أحد الغواصين الذين يتقاضون أجرًا مقابل البحث عن الغرقى، وبالفعل جاء إلى الترعة بعدما حوّلنا له مبلغ ١٠ آلاف جنيه على رقمه بخدمة فودافون كاش، لكنه رفض النزول ليلًا وانتظر حتى الفجر، ثم نزل فترة قليلة لا تتجاوز الساعتين بعدما وفرّنا له كل ما طلب، حتى الفازلين الذى أراد أن يُدهن به جسده».

وأضاف: «قال الغواص إنه سيبحث فى مكان أبعد لاحتمال أن يكون التيار قد سحب الجثمان. ورفض أن يتحرك بالمركب الذى أحضرناه له، وأخذ سيارته على أساس أنه سيتحرك ٢ أو ٣ كيلومترات للبحث عن الغريق، وفوجئنا به يهرب بالسيارة بمعداته، ويغلق هاتفه دون رد على أى من مكالماتنا، رغم أننا كنا نعامله بكل أدب».

وتابع: لم نحرر محضرًا لأننا كنا فى أزمة كبيرة، والحمد لله أكرمنا الله بالعثور على الجثمان فى اليوم التالى دون غطاسين، وسحبه الإنقاذ النهرى وصليّنا عليه ودفناه، وبعد ذلك نشرت ما حدث معنا على السوشيال ميديا، وفوجئت بأن هذا الشخص يسبنى بشكل علنى فى «لايف» على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».

ومن بين القصص أيضًا، غرق الشاب أحمد حمدى رزق فى رأس البر، تلك القصة التى كانت قضية شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعى لفترة طويلة.

غرق أحمد فى ٦ يوليو من العام الحالى، بعد أن نزل إلى الشاطئ بصحبة اثنين من أصدقائه، جرى إنقاذهما قبل غرقهما.

وناشد والد أحمد الجميع لاستخراج جثمان نجله، وقال فى مقطع فيديو بثه على أحد مواقع السوشيال ميديا، إنه كان يحتفظ لنجله بمبلغ ٢٥٠ ألف جنيه كمقدم شقة ليتزوج فيها، ومستعد لأن يدفع المبلغ كله مقابل استخراج جثمان نجله وتكريمه بالدفن والصلاة عليه، فنصحه البعض بالتواصل مع أحد الغطاسين الذين يتقاضون أجرًا كبيرًا من أجل استخراج جثمان ابنه.

وقال مصدر مقرب من الرجل، إنه أنفق ٨٠ ألف جنيه للبحث عن ابنه الذى لم يظهر حتى الآن، واضطر والده فى النهاية لإقامة صلاة الغائب على روحه، بعد أن فقد الأمل فى أن يلقى النظرة الأخيرة عليه.

كبير غطاسى مطروح:  معظم الجثامين تطفو وحدها.. وعلى الأهالى أن يكونوا أكثر وعيًا ويستفيدوا من تجارب الغير

أوضح الكابتن محمد عوض، كبير غطاسى مرسى مطروح، أن انتشال الغرقى بالغوص لا يصلح إلا بعد الغرق بفترة قصيرة، لأن جثمان الغريق وقتها يكون فى مكان غرقه وقبل حدوث الطفو الجزئى، الذى يسمح للجثمان بالسير مع التيار.

وقال «عوض»: «إن لم يتم إيجاد الجثمان سريعًا فوقتها تصبح عمليات البحث عن الغريق مجرد تحصيل حاصل، لأن الجثمان إما أن يكون قد علق فى مكان ما تحت الماء، كالصخور والحواجز، أو يكون قد حدث له طفو جزئى، وأصبح يسير مع تيار المياه، والذى يختلف فى اتجاهه وسرعته فى المياه المالحة عن المياه العذبة، ويظهر بعدها الجثمان وحده فى مكان بعيد عن مكان الغرق على حسب مسار هذا التيار، وأحيانًا يكون المتوفى قد غرق فى عمق أكثر من ٢٠ مترًا، ووقتها لا يحدث الطفو ويتحلل الجسد فى مكانه ولا تظهر إلا رفاته». 

وأضاف: «لهذا فإن قبول بعض الغطاسين لأموال بعد مرور أيام طويلة على غرق غريق هو عملية نصب، لأنهم يعلمون أنهم لن يجدوا أى شىء ولن ينجحوا فيما فشل فيه غيرهم».

وتابع: «من ناحية أخرى فإن الجثمان يطفو وحده بعدما ينتفخ عندما تكون المياه دافئة، ويحدث هذا الطفو فى فصل الصيف بعد ١٢ ساعة من الغرق، وفى فصل الشتاء يحدث الطفو بعد ٣ أيام، وهناك بعض الغطاسين يستغلون أهالى الغرقى، فلا يأتون إلا بعد مرور الوقت اللازم لطفو الجثمان وحده، وبالتالى يسحبونه بأيديهم ويخرجونه، ثم يصورون فيديوهات توثق بطولاتهم المزيفة، حتى يصطادوا فريسة أخرى من أهالى الغرقى».

وأشار كبير غطاسى مرسى مطروح إلى أن مسألة إيجار معدات الغطس هى أكذوبة أخرى، لأن كل غواص لديه عدته، كما أن معظم أصحاب محلات الغوص عندما يعلمون بوجود حالة غرق يتبرعون بالعدة اللازمة لوجه الله، من أجل المشاركة فى ثواب انتشال جثمان غريق.

واستطرد «عوض»: «شاهدت ذات مرة موقفًا غريبًا لأحد الغواصين، الذين يتحصلون على أجر ويزعمون أنهم من أهل الخير، فقد رأيت هذا الغواص يضع تانك الأوكسجين أعلى سقف السيارة فى عز أوقات ارتفاع الحرارة، ولو كان هذا التانك ممتلئًا بالأوكسجين فعلًا لانفجر كالقنبلة، ولكن هذا التانك قد يكون ممتلئًا حتى الربع فقط، وهذا يعنى أن الغواص يعلم مسبقًا أنه لن يبحث إلا لفترة قليلة، وبعدها سيرحل، ما يؤكد وجود نية للنصب وافتعال مشاكل مع أهالى الغرقى قبل الرحيل عن المكان».

واختتم حديثه بالقول: «الإنقاذ النهرى والبحرى هو الجهة الرسمية الوحيدة المخول لها البحث عن الغرقى، ونحن نساعدهم فى هذا كغواصين متمرسين فى الغوص فى البحار تحديدًا، ولكن الغواصين الذين يتقاضون أجرًا مقابل بحثهم يسيئون لنا بأفعالهم تلك، ونتمنى أن يحاكموا وفقًا للقانون، كما نتمنى أن يكون أهل الغرقى أكثر وعيًا، وألا يتعاملوا مع هؤلاء، ويستفيدوا من تجارب غيرهم معهم».

 

مؤسس «غواصين الخير»: تكلفة المواصلات وإيجار المعدات لا يتجاوزان ألف جنيه 

 

أكد الكابتن إيهاب المالحى، مؤسس فريق «غواصين الخير» المتخصص فى استخراج جثامين الغرقى مجانًا، أنه أسس هذا الفريق لمواجهة حالات النصب التى تحدث أحيانًا خلال عمليات البحث عن الغرقى، بسبب غطاسين معدومى الضمير. وقال «المالحى»: «بدأت الفكرة عام ٢٠١٦، عندما غرق شاب يُدعى عبدالرحمن درغام فى شاطئ النخيل، وظل جثمانه فى البحر لمدة خمسة أيام.. شاهدت حينها والده يروى قصته عبر مجموعة على فيسبوك تُدعى إيجيبت دايفرز، وكان يستغيث للمساعدة فى العثور على جثمان ابنه، فجمعت عددًا من الغواصين من محافظات مختلفة، وتمكنا بفضل الله من استخراج الجثمان وتسليمه لأسرته لدفنه».

وأضاف: «بعد تلك الواقعة أسست المجموعة، بمشاركة الحاج محمد عوض، كبير غطاسى مطروح، الذى يُعد من المؤسسين أيضًا».

وتابع: «الجروب يضم نحو ٢٠ ألف غواص من مختلف المحافظات، وقسمنا أنفسنا بحيث تتولى كل مجموعة البحث عن الغرقى فى محافظة، ونجمع معلومات الغريق مثل اسمه وسنه وصورة شخصية، والمكان الذى غرق فيه، ورقم هاتف أحد أفراد عائلته، ثم نبدأ فى عملية البحث مباشرة دون أى مقابل».

وأكد: «كلنا على قلب رجل واحد، من لديه سيارة يصطحب معه من لا يملك، ومن لديه أكثر من عدة غوص يقدم لزميله العدة التى يحتاجها، ولا نأخذ جنيهًا واحدًا من أى شخص، وأى غواص يحصل على أموال من أهالى الغريق نخرجه من مجموعتنا ونحذر من التعامل معه، وقد منعنا شخصين من الاستمرار كعضوين فى الفريق، بعدما اكتشفنا أنهما خالفا هذه القاعدة بطلب مصاريف المواصلات من أهل الغريق».

وقال: «هناك من يطلب ٣ آلاف جنيه تحت بند مصاريف المواصلات لاستخراج جثمان الغريق، ويطارد كل أهل الغريق ليجمع فى النهاية ٢٠ أو ٣٠ ألف جنيه، وغالبًا لا ينجح حتى فى استخراج الجثمان، وهناك من يطلب ٣٠ أو ٤٠ ألف جنيه بزعم تأجير المعدات وتغطية تكاليف المواصلات، وعندما يصلون إلى موقع الحادث لا ينزلون إلى المياه أصلًا، بل يكتفون بالبحث فى مناطق قريبة من الشاطئ لخداع الأهالى وإيهامهم بأنهم يعملون. وبعدها يفتعلون خلافًا وهميًا مع ذوى الغريق، ويرحلون بالأموال».

وأوضح «المالحى»: «مهما بلغت تكلفة المواصلات فهى لا تصل أبدًا إلى تلك المبالغ الكبيرة التى يطلبها البعض، أما المعدات، فصحيح أن الغوص يحتاج إلى تجهيزات خاصة، لكن كل غواص يمتلك بالفعل أدواته الأساسية، لأنه يعمل فى هذا المجال أصلًا بعيدًا عن مهام البحث عن الغرقى، وعلى سبيل المثال، شحن أسطوانة الأكسجين لا يتجاوز ٢٥ جنيهًا، وليس ٥ أو ١٠ آلاف كما يزعم بعضهم، وحتى لو لم يكن لدى الغواص معداته، يمكنه تأجير العدة كاملة، وتشمل الزعانف والنظارة والأسطوانة وحزام الرصاص، مقابل نحو ٢٥٠ جنيهًا فقط، بالتالى فإن إجمالى المصاريف الحقيقية لا يتجاوز ٥٠٠ أو فى أقصى تقدير ١٠٠٠ جنيه، فما مبرر آلاف الجنيهات التى يطلبها هؤلاء؟».

 

 

محمد الدولار: متخصص فى البحث بالمياه العذبة ولا أطلب سوى «مواصلاتى».. والبعض يتقاضى ٣٠ ألف جنيه

محمد الدولار، أحد المتخصصين فى البحث عن الغرقى، يقول إن بعض الغواصين يستغلون عدم وعى الناس للتحصل على أموال طائلة دون وجه حق، موضحًا أنه من ناحيته يطلب فقط من أهل الغريق أن يوفروا له وسيلة مواصلات لتسهيل البحث، دون شىء آخر.

ويستكمل «الدولار»: «أتلقى البلاغات حول الغرق على صفحاتى بمواقع التواصل الاجتماعى، وما يميزنى عن غيرى أننى متخصص فى المياه العذبة، أى البحث فى الترع والمصارف وحتى المجارى، وهى خبرات اكتسبتها من عملى بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، التى تحصلت فيها على دورات مكثفة فى مجال الغطس بتلك الأماكن».

وأضاف: «كل ما أطلبه هو وسيلة مواصلات تأخذنى من بيتى وتعيدنى إليه، ولكنى أغطس مجانًا بنسبة ١٠٠٪ لاستخراج جثامين الغرقى، بالأخص فى المياه العذبة، ولأننى لا أطلب أى أموال فقد دخلت فى خلافات شديدة مع بعض الغواصين الذين يتقاضون حاليًا مبالغ تصل إلى ٣٠ ألف جنيه مقابل البحث عن الغرقى، دون أن يخرجوا الغريق من الأساس». 

وتابع: «وصل الأمر إلى أن هؤلاء رفعوا ضدى دعاوى قضائية، بل وقدموا أيضًا شكاوى ضدى فى مكان عملى وزعموا أننى أستخدم معدات العمل فى البحث عن الغرقى، وأننى أترك وظيفتى لأُلبى أى بلاغ يأتينى، والحمد لله، مديرى فى العمل يعلم الحقيقة ويدعمنى، لأنه يعرف أن هدف هؤلاء هو منعى من مساعدة أهالى الغرقى، حتى لا أضيع عليهم آلاف الجنيهات التى يتقاضونها دون وجه حق».

وأشار إلى أنه يقوم بهذا العمل «رحمة ونور» على روح والده الراحل، مضيفًا: «أشعر بالناس الذين لا يشعر بهم بعض الغواصين الآخرين، من الذين قبِلوا على أنفسهم أن يضطروا سيدة ما إلى بيع ذهبها فى مقابل استخراج جثمان شقيقتها التى غرقت، وهو ما حدث أمامى بالفعل، فى بنى سويف، عندما طلب الغطاس من إحدى السيدات إرسال مبلغ ٢٠ ألف جنيه إليه كى يستخرج جثمان شقيقتها، وبعد تحويلها المبلغ بدقائق ظهر الجثمان وحده وأخرجه الأهالى، ولما اتصلت السيدة بهذا الغطاس رفض إعادة المبلغ إليها، بحجة أنه أجر المعدات وجهز الغطاسين، وقال لها نصًا: «اعتبريهم رحمة ونور على روح أختك».

واستطرد: «مثل تلك الحوادث تتكرر كثيرًا، فذات مرة تحدث معى أهالى غريق، وتحدثت مع أصدقائى فى الإنقاذ النهرى فأبلغونى بأن الغريق سيخرج ثانى يوم الساعة العاشرة مساء، ولكن أهل المتوفى تسرعوا وكلموا غطاسًا ما، وحولوا له مبلغ ٣٠ ألف جنيه، فجاء إلى مكان الغرق وأثناء تسجيله فيديو خرج الجثمان وحده، ورفض أن يعيد المبلغ أو حتى نصفه إليهم، بحجة أنه وصل المكان وأجر المعدات، رغم أنها تؤجر بمبالغ زهيدة جدًا». 

واختتم حديثه بالقول: «معظم هؤلاء الأشخاص يسبحون بمحاذاة الشاطئ، أى أنهم لا يغوصون فعلًا، بدليل أن تانك الأوكسجين يكون ظاهرًا للناس أثناء عملية بحثهم، وبعد ذلك يتعمدون افتعال خلاف مع أهل الغريق ويتركون المكان ويرحلون، والأهالى من شدة وجعهم يرفضون تحرير محاضر، ويركزون فى هدفهم وهو البحث عن أبنائهم الغرقى، لينجو هؤلاء بفعلتهم».

اتحاد الغوص: نحتاج هيئة متخصصة للإنقاذ

 

حول مسئولية اتحاد الغوص عن عمليات النصب، أوضح الكابتن سامح الشاذلى، رئيس الاتحاد المصرى للغوص، أن الاتحاد غير منوط به التحقيق فى مثل هذه الأمور، مطالبًا الدولة بوضع قانون يمنع هؤلاء الأشخاص من الغوص للبحث عن جثث الغرقى.

وطالب «الشاذلى» بتأسيس هيئة عامة للإنقاذ، تتولى تدريب المنقذين وبالأخص فى الشواطئ، لمنع حوادث الغرق من الأساس، خاصة أن عددًا كبيرًا من القرى السياحية تستعين بشركات لديها منقذون غير مؤهلين وغير حاصلين على شهادات تمكنهم من أداء عملهم بشكل سليم.

وقال: «يمكن أن يناط بهذه الهيئة مساعدة الإنقاذ النهرى فى البحث عن جثث الغرقى بشكل علمى سليم، خاصة أن الموت بالغرق أصبح مدرجًا عالميًا ضمن ثانى أكبر أسباب الوفاة بعد حوادث الطرق، حيث يتوفى شخصان كل دقيقة نتيجة الغرق، وهو ما دفع المجتمع الدولى لاختيار يوم فى شهر يوليو كيوم عالمى للحد من الغرق».

المستشار هيثم عباس:  العقد شريعة المتعاقدين وإثبات النصب والتقصير صعب قانونًا

عن مدى قانونية تلقى بعض الغطاسين لأموال مقابل المساعدة على انتشال جثث الغرقى، أوضح المحامى والمستشار هيثم عباس، رئيس محكمة استئناف القاهرة سابقًا، أن الاتفاق هو الحد الفاصل بين حدوث نصب على أهالى الغرقى من عدمه.

وقال: «إذا اتفق أهل الغريق مع الغطاس على مقابل مادى من أجل غطسه للبحث عن الجثمان، ونزل الغطاس وبحث، فهذا يعنى أنه لا توجد واقعة نصب، حتى لو لم يجد الغريق، وذلك على الرغم من الاستغلال الواضح لأهل الغريق من أجل تحقيق أرباح مالية، لكن من الصعب جدًا قانونًا إثبات تقصير الغواص فى البحث».

ودعا «عباس» أهالى الغرقى إلى تحرير عقد مع الغطاس- إن أمكن ذلك- يقضى بحصوله على أمواله فى حالة استخراج جثمان الغريق حتى يضمنوا حقهم، منوهًا إلى أن المنتفعين من «بيزنس الغرقى» لن يوافقوا بالتأكيد على هذا الأمر، حتى لا يضعوا أنفسهم تحت طائلة القانون.

وأردف: «بالتالى، من الأفضل أن ينتظر الأهالى الجهات المختصة للبحث عن غريقهم أو الاستفادة من الغواصين الذين يقدمون خدماتهم دون مقابل ولوجه الله، حتى لا يخسروا أموالهم دون أى فائدة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق