لم يكن الوصول بـالمتحف المصري الكبير بهذا المستوى العالمي الذى سيبهر العالم يوم افتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر المقبل حدثًا عابرًا، بل هو ثمرة تعاون دولي واسع النطاق جمع بين جهود الدولة المصرية وعدد من الشركاء الدوليين الذين أسهموا بخبراتهم وإمكاناتهم في تحويل المشروع إلى أيقونة ثقافية عالمية.
تاريخ تعاون اليابان في المتحف المصري الكبير
ومن أكثر الدول التي شاركت في تنفيذ المتحف المصري الكبير هي اليابان فقد بدأ التعاون بين الجانب المصري والياباني في مشروع المتحف المصري الكبير منذ عام 2006، حين قدمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا) الدعم المالي من خلال قرضين ميسرين للمساعدة الإنمائية الرسمية في بناء المتحف بناءً على طلب من الحكومة المصرية.
ومنذ عام 2008، قدمت الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (الجايكا ) تعاون ودعم فني من خلال المشروع المصري الياباني المشترك لترميم وتوثيق وتغليف ونقل 72 قطعة أثرية، من بينها عدد من القطع الخاصة بالملك توت عنخ آمون، من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير، وذلك من خلال التعاون المشترك بين الخبراء المصريين واليابانيين، حيث شارك حوالي 90 خبيرًا يابانيًا في هذا المشروع.
كما تم توفير عدد من الأجهزة الفنية ذات التقنية العالية ضمن المشروع مثل الميكروسكوب الرقمي وجهاز محمول للتصوير بالاشعة السينية ورافعة شوكية كهربائية لحمل الآثار الثقيلة بأمان.
وقد تم توقيع وثيقة تعاون بين المتحف المصري الكبير و"الجايكا" والتي تهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات إدارة وحفظ التراث باستخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من الخبرات اليابانية في هذا المجال، بالإضافة إلى تنظيم برامج لتدريب العاملين بالمتحف وطلاب الدراسات العليا المسجلين في برامج حفظ التراث بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، وهي البرامج التي تم إعداد لوائحها الأكاديمية بالشراكة بين الخبراء المصريين واليابانيين.
وفى تصريح ينسب إلى يوشيفومي اومورا الممثل الرئيسي للجايكا في مصر، في عام 2021 أعلن فيه أن الجايكا سوف تقدم منحة قدرها 3 ملايين دولار لاستكمال أعمال الترميم النهائية وإعادة تجميع مركب الملك خوفو لعرضها في المتحف بالإضافة إلى المنحة التي تم تقديمها في عام 2013 وقدرها 2 مليون دولار شملت أعمال التنقيب وإستخراج القطع الخشبية للمركب من الحفرة الخاصة بها وإجراء أعمال الترميم الأولي.
كما أعرب عن تقديره لقيادة الحكومة المصرية القوية وللجهود التي تبذلها الدولة المصرية في تحقيق مثل هذا التقدم الكبير في إنشاء المتحف المصري الكبير والأعمال ذات الصلة نحو افتتاحه، مؤكدًا فخره بمشاركة الجايكا في الحفاظ على كنوز الآثار المصرية للأجيال القادمة من خلال مشروع المتحف المصري الكبير.
0 تعليق