قد يفتحون المعبر غدًا

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عبثًا حاولنا أن نقنع مَن فى قلوبهم مرض أو غرض، وذوى العقول الصدئة، بأن معبر رفح مفتوح من جانبنا، ومُغلق من الجانب الآخر، ولم يقتنعوا، حتى بعد أن أقرت إسرائيل بذلك، وهدّدت بأنها ستُبقى المعبر مغلقًا، بزعم أن حركة «حماس» تتباطأ فى إعادة رفات رهائن كانت تحتجزهم فى غزة. أما الجديد، فهو أن وكالة الأنباء الإيطالية، «أنسا»، نقلت، أمس الأول الخميس، عن جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلى، أنه «من المرجح إعادة فتح معبر رفح يوم الأحد». 

فى ثامن أيام وقف إطلاق النار، بعد ٧٣٥ يومًا من الحرب فى قطاع غزة، لا تزال، إسرائيل تمنع دخول المساعدات الإنسانية من هذا المعبر، وتسمح بإدخالها عبر معبر كرم أبوسالم ومعابر أخرى، بحسب وحدة تنسيق أعمال الحكومة فى المناطق التابعة للجيش الإسرائيلى، التى تسيطر على تلك المعابر، والتى قالت، فى بيان نقلته وكالة رويترز: «يجب التأكيد على أن المساعدات الإنسانية لن تمر عبر معبر رفح»، بينما لم يحدد وزير خارجية دولة الاحتلال، الذى كان يشارك فى مؤتمر حول منطقة المتوسط، استضافته مدينة نابولى الإيطالية، ما إذا كانوا سيسمحون، حال فتح المعبر، بإدخال المساعدات الإنسانية أم لا! 

وسط تضارب وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن توقيت إعادة فتح المعبر، وآلية إدارته أو تشغيله، حال فتحه، ذكرت القناة «١٤»، المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلى، الأربعاء، أن الجهة التى ستتولى التشغيل ستكون «قوة فلسطينية محلية من سكان غزة، وافقت عليها المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وستعمل تحت إشراف قوة من الاتحاد الأوروبى». غير أن القناة أكدت، فى الوقت نفسه، وجود تشديد إسرائيلى على أن يكون كل ما يجرى فى المعبر تحت سيطرتها التامة، وأن تتم كل الإجراءات تحت إشرافها الكامل. وفى المقابل، أكد محمد أشتيه، المبعوث الخاص للرئيس الفلسطينى، استعداد السلطة الفلسطينية لتشغيل معبر رفح، استنادًا إلى اتفاق سنة ٢٠٠٥، الذى نص على وجود قوات من الشرطة الأوروبية.

يُسيطر جيش الاحتلال الإسرائيلى على الجانب الفلسطينى من معبر رفح، منذ مايو ٢٠٢٤، وقام بتدمير الطرق بشكل كامل، وهو ما رفضته مصر، وأكدت ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر وإعادة تأهيله، وبذلت كل ما فى وسعها لتهيئة الظروف، التى تتيح تدفق المساعدات. ومع المساعدات الإنسانية والإغاثية، التى قامت مصر بتوفيرها، والتى تتجاوز نسبتها ٧٠٪ من إجمالى ما يستقبله القطاع، أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، فى ١٨ أغسطس الماضى، أننا «على أتمّ الاستعداد لإغراق غزة بالمساعدات»، خلال مؤتمر صحفى عقده، أمام المعبر، مع الدكتور محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطينى، موضحًا أن سلطات الاحتلال تمنع دخول أكثر من ٥ آلاف شاحنة موجودة بالفعل.

فى ذلك اليوم، ١٨ أغسطس، قام رئيس الوزراء الفلسطينى بأول زيارة من نوعها للجانب المصرى من المعبر، منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وتفقَّد الجهود المصرية لإنفاذ المساعدات الإنسانية، وتعرَّف على آليه عمل المركز اللوجستى، التابع للهلال الأحمر المصرى، وتأكد من جاهزيته الكاملة لإدخال آلاف الشاحنات، وأعرب عن تقديره للدور المصرى، وقدَّم «كل التحية والشكر والتقدير» للرئيس عبدالفتاح السيسى وكل أجهزة الدولة والمجتمع المدنى، وقال إن مصر «وقفت سدًا منيعًا فى وجه مخططات التهجير، رغم الضغوط الهائلة التى تستهدفها»، و... و... وطالب بعدم الاستماع، أو الالتفات، إلى «أصحاب الأغراض الصغيرة والضيقة»، مؤكدًا أن الجهود المصرية واضحة لمن يريد أن يراها.

.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر تقوم، حاليًا، بالاستعدادات والتحضيرات الخاصة بمؤتمر القاهرة الدولى للتعافى المبكر وإعادة إعمار غزة، المقرر عقده الشهر المقبل، بالتنسيق مع كل شركاء السلام والتنمية فى المنطقة والعالم، بما فى ذلك الدول المانحة والمنظمات الأممية والإقليمية ومؤسسات التمويل الدولية والمجتمع المدنى، بناء على الخطة المصرية، العربية الإسلامية، وخطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق