Advertisement
في التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24"، يقول أور لافي، مؤلف كتاب "القطاع الملعون"، إن إسرائيل لا تدري ما العمل مع قطاع غزة، وأضاف: "لم تتخذ أي حكومة موقفاً حاسماً حياله، وفشلنا في تطوير القدرة على فهم منطق العدو، وحتى صفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب لن تحلّ المُشكلة بعد قرابة 80 عاماً".
ولخّص لافي كل أخطاء الحكومات الإسرائيلية منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، من حرب الأيام الستة والانتفاضتين مروراً بعمليتي "الجرف الصامد" و "حارس الأسوار" وصولاً إلى السيوف الحديدية، وقال: "الخلاصة هي أننا لم نتعلّم شيئاً حقاً".
ويكشفُ لافي أنّ خطط زعيم حركة "حماس" سابقاً في غزة يحيى السنوار لهجوم 7 تشرين الأول 2023، كانت مُعلنة قبيل ذاك التاريخ بوقتٍ طويل، وأضاف: "الحديث عن تلك الخطط لم يجرِ من خلال تمريره بتلميحات خفية أو بناء على عمل استخباراتي سريّ، بل كان بصراحة ووضوح. قبيل الهجوم، تحدّث كبارُ مسؤولي حماس علناً عن تدمير إسرائيل وتقسيمها إلى كانتونات، فيما وعد السنوار طوال عام 2023 بأنه تحت وابل الصواريخ، سيخترق مقاتلو حماس السياج ويدخلون المجتمعات المحيطة دفعة واحدة، في عشرات النقاط".
وفق التقرير، فإنّ رؤساء الأجهزة الأمنيّة في إسرائيل ادّعوا أنَّ هناك معلومات حول خُطط "حماس" قد جرى إبلاغها لجهاز المخابرات والقيادة السياسية، وهنا يقولُ لافي: "وصلت المعلومات، لكن التعامل معها كان ضرباً من الخيال. وصفت ضابطة مكافحة التجسس في الوحدة 8200 بوضوح ما سيحدث في 7 تشرين الأول. أعدّت وثيقةً، وفصّلت فيها أن حماس تُجهّز لهجومٍ كبير، وأن كل شيءٍ، في رأيها، جاهزٌ للتنفيذ. لقد طرحت مبرراتها ظاهرياً فقط، وهناك جدل حول ما إذا كانت معلوماتها قد وصلت إلى أعلى مستويات الجيش ومجلس الأمن القومي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، لكن عقلية حماس ورغبتها في تنفيذ خطة مثل 7 تشرين الأول كانت معروفة بالتأكيد. كان هناك اختيار واعٍ لعدم تصديقها، تماماً كما أخبرها قائد الهجوم المُضاد أنها بحاجة إلى أن تتعلم كيف تفصل بين القش والقشر، أي بعبارة أخرى - لقد قمتِ بعمل ممتاز، لكن هذا كلُّه هُراء".
وذكر لافي أن "احتماليَّة إصابة إسرائيل بالضرر من إيران وحزب الله هائلة للغاية"، وقال: "لو تعاملنا معهما بنفس اللامبالاة وقلة الاختراق الاستخباراتي مثلما حصل مع حماس، لكانت أحداثٌ مروعة وفظيعةٌ قد وقعت أضعاف ما وقعت في السابع من تشرين الأوّل 2023. نعلمُ اليوم أنَّ إسرائيل كانت تتمتع باختراقٍ استخباراتيّ عميق لكلٍ من حزب الله وإيران، لكن هذه الحقيقة عكست بشكل مُشوّه ازدراءنا لحماس، لأن الأخيرة أضعف من إيران وحزب الله، واعتبروها الطرف الأخير ضمن السلسلة القتالية لمحور المقاومة. كان الافتراض أنها ستشارك بالفعل في الخطة الكبرى، لكنها ستنضم فقط، ولن تقودها بالتأكيد. كانت الأنظار موجهة بقوة نحو الشمال، لأن حزب الله كان قد بسط سيطرته قبل 7 تشرين الأول بوقت طويل. كانت هناك القنبلة التي وُضعت عند مفترق مجيدو، ومحاولة اغتيال بوغي يعلون، والاستفزازات بالخيمة في مزارع شبعا، ولذلك كان الافتراض أنه في حال وجود خطر، فإنه سيأتي من الشمال من لبنان، وهناك نعرف ما يحدث، في حين أنه كانت هناك أجهزة البيجر التي انفجرت بعناصر حزب الله في أيلول 2024 وغيرها".
ويقول لافي إن "حماس قامت بعملٍ رائعٍ بكل المقاييس"، وتابع: "على مدى 9 سنوات، أنشأت الحركة كتائب ماهرة ومدربة دون أي عائق، وتحولت من منظمة إلى جيش واسع التسليح والصواريخ يغطي بسهولة وسط وشمال البلاد".
وأكمل: "كانت قيادة يحيى السنوار ومحمد الضيف في غزة راديكالية ومتطرفة للغاية، ولكنها كانت أيضاً ذكية للغاية. من غير المريح الاعتراف بذلك، لكنهم تفوقوا علينا. مرّ عامان على الهجوم الشيطاني الذي كشف عن التصور الأمني الإسرائيلي تجاه قطاع غزة، وهزّ المجتمع الإسرائيلي، وجلب معه مشاهد لم نشهدها منذ قيام الدولة".
واعتبر لافي أن "عملية 7 تشرين الأول غيّرت وجه الشرق الأوسط"، وتابع: "لقد عانت غزة ومعها لبنان من دمارٍ هائل، فيما انهار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد وتبادلت إسرائيل وإيران الضربات المباشرة لأول مرة، لكن التركيز ينصبُّ على المكان الذي انطلقت منه العاصفة الكبرى، أي هجوم 7 تشرين الأول".
وانتقد لافى خطة ترامب لإنهاء حرب غزة، وقال: "عمليا، هذه صفقة لإنهاء الحرب تتضمن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، وانسحاباً إسرائيلياً، وربما تشكيل حكومة بديلة في غزة مقابل أموال إعادة الإعمار. أيضاً، من المفترض أن يُنهي هذا السيناريو الحرب ومأساة الرهائن، وأن يمنحنا استراحة، وربما أيضاً إعادة تنظيم لاستمرارية أكثر ذكاءً وفعالية، ولكنه سيمنح حماس أيضًا نقاط قوة كثيرة".
وتابع: "يجب أن نفهم أن خطة ترامب تتضمن وعوداً غير واقعية لجميع الأطراف: نزع سلاح حماس، وحكومة دولية، ومسار إلى دولة فلسطينية، وإنشاء مدن حديثة، ومنطقة اقتصادية مشتركة، وكل أنواع الخيالات الأخرى التي لن تتحقق، أو في أفضل الأحوال ستحدث لسنوات عديدة مقبلة".
0 تعليق