قبل ساعات، غيب الموت الفنان الكبير مصطفى فهمي، شقيق الفنان حسين فهمي، واللذان يفصلهما عن بعضهم البعض عاميين فقط، فالأخ الأكبر حسين دخل إلى عالم الفن أولًا، ثم صدفة قادت الشقيق الأصغر مصطفى نحو الدخول إلى المجال ذاته، ما أدى إلى حدوث صدام بينهما في البداية، وسرعان ما تحول الصدام إلى تفاهم؛ ليخوضا معًا رحلة طويلة في حياتهم الخاصة والفنية، حتى جاء مرض السرطان، وتمكن من التفرقة بينهما وهما قد تجاوزا الثمانين من العمر معًا، ليأخذ مصطفى فهمي إلى دار الخلد.
لم يكن الفنان الكبير مصطفى فهمي، رجلًا عاديًا وإنما هو سليل عائلة كبيرة، بداية من جده "الباشا" وصولًا إليه ونرصد جذورها في السطور التالية:
مصطفى فهمي، ينتمي إلى عائلة ذات أصول شركسية، لها صيت كبير وثروة ضخمة قبل قيام ثورة يوليو، وقرار جمال عبد الناصر بتأميم العائلات الكبرى، وُلد في القاهرة لعائلة أرستقراطية، جده، محمد باشا فهمي، رئيسًا لمجلس الشورى، بينما شغل والده، محمود باشا فهمي، منصب السكرتير في المجلس نفسه، وجدته، أمينة هانم المانسترلي، كانت صاحبة استراحة المانسترلي، ووالدته، هي خديجة هانم، خريجة جامعة السوربون.
ماذا قال مصطفى فهمي عن عائلته؟
مصطفى فهمى تحدث فى لقاء تلفزيونى سابق عن عائلته قائلا: "أنا مولود فى بيت سياسى، فجدى الكبير محمود باشا فهمى كان رئيسًا لمجلس الشيوخ فى عهد الخديوى عباس، وكان رئيسًا لمجلس شورى القوانين، وجدى محمد باشا فهمى كان عضو مجلس الشيوخ ومن مؤسسى حزب الدستوريين".
وتابع فهمي: "والدى كان سكرتيرًا لمجلس الشيوخ وعمره 28 عامًا، كما أنه درس العلوم السياسية فى باريس، وكان رجلًا متفتحًا وسابقًا لعصره، أما والدتى فهى خديجة هانم زكى خريجة جامعة السوربون ومؤسسة جمعية تحسين الصحة وجمعية الهلال الأحمر وضابطة فى الجيش المصرى ومؤسسة جمعية مشوهى الحرب، التى نشأت بعد معارك فلسطين".
أكد فهمي خلال اللقاء أن والدته كانت نموذجًا لسيدة المجتمع بمعنى الكلمة، ولعل أهم ما أنجزته كانت جمعية مشوهى الحرب، التى كان رئيسها محمد نجيب، ويذكر أنه كان بين أعضاء الجمعية شقيقة والدته عزيزة هانم زكى، وكانت ضابطة أيضًا فى الجيش المصرى برتبة يوزباشى ووالدتى بالفعل امرأة عظيمة، عطاؤها بلا حدود وقدرتها على التحمل بلا نهاية وداخلها حنان يفيض على كل من حولها.
أقرأ أيضًا: