آيسلندا تقرر مقاطعة "يوروفيجين 2026" احتجاجًا على مشاركة إسرائيل

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعلنت آيسلندا رسميًا قرارها مقاطعة مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجين" لعام 2026، وذلك في خطوة لافتة تأتي احتجاجًا على مشاركة إسرائيل في النسخة المقبلة من المسابقة. ويعد هذا القرار من أبرز المواقف الثقافية والسياسية التي تتخذها دولة أوروبية تجاه المسابقة خلال السنوات الأخيرة، في ظل الجدل المستمر حول مشاركة إسرائيل والانتقادات التي تواجهها من بعض الدول الأوروبية ومؤسسات المجتمع المدني.

ووفق البيان الصادر عن هيئة البث الوطنية الآيسلندية، فإن المشاركة هذا العام "غير ممكنة" بسبب ما وصفته بـ"الظروف غير الملائمة" المرتبطة باستمرار مشاركة إسرائيل في يوروفيجين، رغم الدعوات المتزايدة لاستبعادها. وأكدت الهيئة أن الفن والثقافة يجب ألا يكونا منفصلين عن المبادئ الإنسانية، موضحة أن قرار المقاطعة يعكس موقفًا عامًا داخل المجتمع الآيسلندي الداعي إلى اتخاذ موقف أخلاقي واضح.

وشهدت آيسلندا خلال الأشهر الماضية حالة واسعة من الجدل الداخلي حول المشاركة في المسابقة، حيث مارست مجموعات فنية وثقافية ونقابات موسيقية ضغوطًا كبيرة على الحكومة وهيئة البث للمطالبة بالانسحاب، معتبرين أن السماح لإسرائيل بالمنافسة يُعد "تطبيعًا ثقافيًا" لا يتناسب مع قيم الدولة الإسكندنافية ومواقفها التاريخية المؤيدة لحقوق الإنسان.

وتأتي هذه التطورات في وقت تتعرض فيه مسابقة يوروفيجين إلى انتقادات حادة من جهات أوروبية عدة، تتهم القائمين عليها بتجاهل الاعتبارات السياسية والإنسانية مقابل الإصرار على الحفاظ على الطابع الفني للحدث. ورغم الضغوط المتصاعدة، أكد الاتحاد الأوروبي للبث في وقت سابق أن المسابقة "حدث غير سياسي" وأن مشاركة إسرائيل تظل متوافقة مع القواعد المعمول بها.

من جانبهم، اعتبر محللون أن قرار آيسلندا يمثل مؤشرًا على اتساع دائرة الاعتراض داخل أوروبا، وقد يدفع دولًا أخرى لإعادة تقييم مشاركتها في نسخة 2026، خصوصًا في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بربط المشاركة في الفعاليات الفنية الدولية باحترام حقوق الإنسان.

وبهذا القرار، ستغيب آيسلندا عن المنافسة لأول مرة منذ سنوات طويلة، إذ كانت مشاركاتها السابقة من بين الأكثر شعبية في أوروبا، وقد حققت نجاحات بارزة جعلتها من الدول ذات الحضور الفني الواضح في يوروفيجين. ورغم ذلك، شددت السلطات الآيسلندية على أن "الموقف المبدئي أهم من الظهور الموسيقي"، مؤكدة أنها ستواصل دعم فنانيها من خلال منصات بديلة خلال العام المقبل.

ويُنتظر أن تثير هذه الخطوة نقاشًا واسعًا داخل الوسط الفني الأوروبي، خاصة مع اقتراب التحضيرات النهائية ليوروفيجين 2026، حيث من المتوقع أن تتعرض اللجنة المنظمة لضغط متزايد لإعادة النظر في تركيبة المشاركين أو آليات قبول الدول، تجنبًا لاتساع دائرة المقاطعات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق