أفادت وسائل إعلام،بتحطم طائرة شحن عسكرية من طراز «إيل-76» في السودان، ما أسفر عن مصرع جميع أفراد طاقمها، في حادث جديد يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة المرتبطة بالوضع الأمني واللوجستي في البلاد.
ووقعت الحادثة أثناء محاولة الطائرة الهبوط في قاعدة «عثمان دقنة» الجوية الواقعة في مدينة بورتسودان الساحلية على البحر الأحمر.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدرين عسكريين أن الطائرة كانت في مرحلة الهبوط عندما تعرضت لخلل فني أدى إلى فقدان السيطرة عليها وسقوطها قرب القاعدة الجوية.
وأوضح أحد المصدرين أن الطاقم أبلغ بوجود عطل فني قبل لحظات من التحطم، فيما أكد مصدر عسكري ثانٍ أن جميع أفراد الطاقم لقوا مصرعهم في الحادث، من دون الكشف عن العدد الدقيق للضحايا أو جنسياتهم.
ولم تصدر حتى الآن بيانات رسمية تفصيلية من السلطات السودانية بشأن هوية الطاقم أو طبيعة المهمة التي كانت تنفذها الطائرة، كما لم يتم الإعلان عن نوع الحمولة التي كانت على متنها.
ويُعد طراز «إيل-76» من الطائرات العسكرية المخصصة لنقل الشحنات الثقيلة والمعدات العسكرية واللوجستية، ويُستخدم على نطاق واسع في عمليات الدعم والإمداد.
ويأتي تحطم الطائرة في وقت يشهد فيه السودان أوضاعا أمنية معقدة نتيجة الصراع المستمر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، وهو ما أدى إلى ضغط كبير على البنية التحتية المدنية والعسكرية، بما في ذلك المطارات والقواعد الجوية.
كما ازدادت أهمية مدينة بورتسودان خلال الأشهر الماضية، بعدما تحولت إلى مركز إداري ولوجستي رئيسي، في ظل تراجع قدرة العاصمة الخرطوم على أداء هذا الدور.
وتُعد قاعدة «عثمان دقنة» الجوية وميناء بورتسودان من المواقع الإستراتيجية الحيوية، سواء لعمليات الإمداد العسكرية أو لنقل المساعدات الإنسانية، الأمر الذي يجعل أي حادث جوي في المنطقة محل اهتمام واسع، لما قد يحمله من تداعيات أمنية ولوجستية.
ومن المتوقع أن تفتح الجهات المختصة تحقيقا لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء تحطم الطائرة، بما في ذلك فحص سجلات الصيانة والظروف الفنية والتشغيلية، في ظل تزايد الحوادث المرتبطة بالطيران العسكري في مناطق النزاعات. وحتى صدور نتائج التحقيقات الرسمية، تبقى تفاصيل الحادث محدودة، وسط ترقب لمزيد من المعلومات خلال الساعات المقبلة.






0 تعليق