ضرب زلزال ألاسكا فجر اليوم الاثنين بقوة 4.7 درجة على مقياس ريختر، وفق ما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، في أحدث الهزات التي تشهدها الولاية المعروفة بنشاطها الزلزالي المرتفع. وجاء زلزال ألاسكا قبالة السواحل الجنوبية للولاية، دون أن تسجل السلطات أي إصابات بشرية أو أضرار مادية حتى الآن، ما خفف من حدة القلق لدى السكان والجهات الرسمية.
وأوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن زلزال ألاسكا وقع في تمام الساعة 22:17 مساء الأحد بتوقيت غرينتش، الموافق 01:17 فجر الاثنين بتوقيت موسكو، وعلى مسافة تقدر بنحو 89 كيلومترا من مدينة ساند بوينت الساحلية. وذكرت الهيئة أن عمق مركز زلزال ألاسكا بلغ نحو 70.3 كيلومترا تحت سطح الأرض، وهو عمق متوسط يقلل عادة من شدة تأثير الزلازل على المناطق السكنية القريبة.
وأكدت التقارير الأولية أن زلزال ألاسكا لم يتسبب في أي أضرار بالبنية التحتية، ولم ترد بلاغات عن انقطاعات في الخدمات الأساسية أو حالة طوارئ واسعة، فيما واصلت الجهات المختصة متابعة الوضع تحسبا لأي هزات ارتدادية محتملة. ويأتي هذا زلزال ألاسكا في وقت تشهد فيه الولاية سلسلة من النشاطات الزلزالية المتفاوتة القوة خلال الفترة الأخيرة.
وكانت ألاسكا قد تعرضت يوم السبت الماضي لزلزال أقوى بكثير بلغت شدته 7.0 درجات على مقياس ريختر، وقع على بعد نحو 90 كيلومترا شمال مدينة ياكوتات وعلى عمق يقارب 10 كيلومترات. وأثار ذلك الزلزال مخاوف واسعة بين السكان، إلا أن السلطات أكدت لاحقا عدم تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، وهو ما كرره السيناتور الأمريكي عن ولاية ألاسكا دان ساليفان، مشيرا إلى أن الوضع ظل تحت السيطرة.
ويرى خبراء الجيولوجيا أن تكرار وقوع زلزال ألاسكا بدرجات متفاوتة أمر متوقع، نظرا لموقع الولاية على “حلقة النار” في المحيط الهادئ، وهي واحدة من أكثر المناطق نشاطا زلزاليا في العالم. وتتعرض ألاسكا بانتظام لهزات أرضية تتراوح بين الضعيفة والقوية، وغالبا ما تمر دون أضرار كبيرة بسبب الكثافة السكانية المنخفضة في كثير من المناطق، إضافة إلى عمق مراكز الزلازل.
ويؤكد مختصون أن استمرار رصد زلزال ألاسكا بشكل دقيق يساهم في تعزيز جاهزية السلطات والسكان، خاصة مع تزايد الاعتماد على أنظمة الإنذار المبكر والتوعية المجتمعية. وبينما لم يخلف زلزال ألاسكا الأخير أضرارا تذكر، يبقى التذكير الدائم بمخاطر النشاط الزلزالي جزءا أساسيا من الحياة في هذه الولاية الأمريكية، التي اعتادت التعايش مع مثل هذه الظواهر الطبيعية.









0 تعليق