قبل ساعات قليلة من اللقاء المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن الأخير بشكل مفاجئ عزمه بيع مقاتلات الشبح الأمريكية المتطورة F-35 للمملكة، في خطوة وصفها بأنها تعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن.
ووصف ترامب المملكة بأنها «حليف عظيم» للولايات المتحدة، مؤكدًا أن هذه الصفقة ستضيف بعدًا جديدًا لقدرات الدفاع الجوية السعودية.
ما هي مقاتلة F-35 ولماذا يُطاردها العالم؟
تُعد مقاتلة F-35، المعروفة باسم “الشبح”، من إنتاج شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، واحدة من أكثر الطائرات رغبة لدى الجيوش حول العالم، لما تتمتع به من تقنيات متقدمة تجعلها شبه غير مرئية على الرادارات، وتمتاز بقدرات قتالية ضخمة مقارنة بتكلفتها الأقل من مقاتلة F-22، حتى أصبحت العمود الفقري للقوات الجوية الأمريكية.
وقد صُممت هذه المقاتلة لتخدم ثلاثة أفرع عسكرية مختلفة: القوات الجوية، القوات البحرية، وقوات المارينز، بما يتيح لها أداء مهام متنوعة في مسارح عمليات متعددة، مع تصميم واحد يجمع بين الكفاءة العالية والتنوع العملياتي.
المواصفات التقنية والأساسية
تبلغ مقاتلة F-35 طول 15.7 مترًا وارتفاع 4.33 مترًا، وتصل سرعتها القصوى إلى 1,930 كم/ساعة، وهي تعمل بمحرك واحد، بينما تصل سعة الوقود إلى 8,382 كجم، ويزن الطائرة دون ذخائر 13,170 كجم، ويقتصر الطاقم على قائد واحد فقط. وحتى خوذة الطيار، التي تُعتبر جزءًا من نظام الطائرة القتالي المتكامل، يصل سعرها إلى 400 ألف دولار، لتكون بمثابة مركز تحكم ذكي يوفر للطيار كافة المعلومات التكتيكية لحظيًا.
النماذج والأسعار
تتوفر F-35 في ثلاثة نماذج رئيسية:
F-35A بسعر 94.6 مليون دولار،
F-35B بسعر 122.8 مليون دولار،
F-35C بسعر 121.8 مليون دولار،
ويختلف كل نموذج حسب طبيعة القوات والمهام المخصصة له، ما يمنح المستخدم مرونة كبيرة في اختيار الطائرة المناسبة لاحتياجاته القتالية.
القدرات القتالية والتقنية
تتمتع F-35 بقدرات تجعلها محط تنافس عالمي، أبرزها التخفي التام عن الرادارات، أنظمة استشعار متعددة الاتجاهات، رادار متقدم بمسح إلكتروني نشط، قدرة فائقة على المناورة، ودمج إلكتروني كامل بين الطائرة والطيار، ما يجعلها أشبه بالطائرة التي “تفكر” قبل أن تطير.
مع إعلان ترامب استعداده لبيع F-35 للسعودية، يبدو أن المنطقة على أعتاب فصل استراتيجي جديد في سمائها، حيث تضيف الرياض واحدة من أقوى المقاتلات في تاريخ الطيران العسكري، ما قد يغير موازين القوة ويؤسس لعصر جديد من القدرات الجوية المتقدمة في الشرق الأوسط.














0 تعليق