العالم
السبت 08/نوفمبر/2025 - 10:55 ص
مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين بشأن تغير المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم البرازيلية خلال الفترة من 10 إلى 21 نوفمبر الجاري، أشارت صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن الحماس الذي صاحب مؤتمرات المناخ في السنوات الماضية قد تراجع بشكل ملحوظ، داعية الدول إلى اعتبار هذا الحدث فرصة لإعطاء الأولوية للتنسيق بدل المواجهة.
وذكرت الصحيفة في افتتاحيتها الصادرة اليوم أن مرور عشر سنوات على توقيع اتفاق باريس للمناخ، الذي أطلق أملًا واسعًا في مواجهة تغير المناخ، يكشف أن هذا الأمل بدأ يتراجع، خصوصًا مع مؤشرات تجاوز أحد أهم أهداف الاتفاقية والمتمثل في الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، إذ يبدو أن عام 2025 سيكون من أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق.
وأضافت أن الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، تقترب من الانسحاب من اتفاق باريس، في وقت تتراجع فيه الأولوية الممنوحة لقضايا المناخ على مستوى العالم.
وفي هذا السياق، رأت الصحيفة أن التحدي الأكبر أمام مؤتمر الأطراف المقبل يتمثل في إثبات أن الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ ما زالت مستمرة رغم محاولات الإضعاف التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف الظاهرة مجددًا في خطابه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بأنها "أكبر خدعة في العالم"، في محاولة لإقناع دول أخرى بإنكارها.
وأكدت لوموند أن مؤتمر بيليم يمثل اختبارًا حاسمًا للحفاظ على المسار الذي تم تحديده عام 2015، داعية إلى التركيز على تنفيذ الالتزامات والوفاء بتعهدات التمويل، وبدء التحول الفعلي من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة منخفضة الكربون.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنفيذ هذه الأجندة يواجه عدة عقبات، منها التحولات الجيوسياسية التي توجه أولويات الإنفاق نحو التسلح، إضافة إلى غياب قيادة عالمية واضحة في مجال المناخ.
وأوضحت أن النهج الأوروبي الاستباقي بدأ يتراجع رغم أن أوروبا تظل الكتلة الوحيدة التي نجحت في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2024، لكن الضغوط الشعبوية وتقلص هوامش الميزانية أثرت في طموحاتها البيئية.
أما الصين، فتتردد – بحسب الصحيفة – في تولي زمام القيادة رغم فرصتها في ذلك بعد الانسحاب الأمريكي، متمسكة باعتبار نفسها دولة نامية لتقليل مسؤولياتها في خفض الانبعاثات.
وفي المقابل، اعتبرت لوموند أن البرازيل تملك دورًا محوريًا يمكن أن يسهم في ردم الفجوة بين الشمال والجنوب، بفضل دبلوماسيتها البيئية النشطة والتزامها بالتعددية، لكنها مطالبة بإثبات قدرتها على التوفيق بين وعودها المناخية وطموحاتها النفطية، خاصة بعدما دعا الرئيس لولا دا سيلفا إلى خطة "عادلة" لعكس مسار إزالة الغابات، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وتعبئة الموارد اللازمة لذلك.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن انسحاب الولايات المتحدة يجب ألا يُنظر إليه كعقبة أمام التقدم، بل كفرصة لتعزيز التنسيق الدولي، مشددة على ضرورة أن يبعث مؤتمر بيليم برسالة وحدة ومثابرة تضمن استمرار اتفاق باريس وتمنع تقويضه.












0 تعليق