أفادت وسائلة إعلام محلية، اليوم الجمعة، بأن ميليشيا الدعم السريع شنت فجر اليوم، هجمات بطائرات مسيّرة انقضاضية استهدفت مدينتي أم درمان وعطبرة في ولايتي الخرطوم ونهر النيل، في تصعيد جديد يهدد بتوسيع رقعة الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عام ونصف.
وبحسب شهود عيان وفق وكالة سونا السودانية فقد سمع دوي انفجارات متتالية في مناطق متفرقة من أم درمان، تزامنًا مع إطلاق مكثف للمضادات الأرضية التابعة للقوات المسلحة السودانية من مواقع مختلفة، فيما أُفيد بأن وحدات الدفاع الجوي نجحت في إسقاط عدد من المسيرات قبل بلوغ أهدافها.
الجيش السوداني يتصدى لهجمات الدعم السريع
وفي مدينة عطبرة، عاصمة ولاية نهر النيل، أفاد سكان محليون بأنهم استيقظوا على أصوات الانفجارات وإطلاق النيران من قواعد الجيش المنتشرة حول المدينة، التي تُعد من أهم مراكز الإمداد العسكري والاقتصادي في شمال السودان.
وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش تصدى للهجوم بكفاءة عالية، دون تسجيل خسائر بشرية كبيرة، فيما يجري حصر الأضرار المادية التي خلفها القصف.
من جانبها، زعمت ميليشيا الدعم السريع في بيان عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أنها استهدفت مواقع عسكرية حساسة داخل المدينتين، في إطار ما وصفته بـ"الرد على قصف الجيش لمناطق خاضعة لسيطرتها في دارفور والخرطوم".
وزعمت الميليشيا أن الهجوم "حقق أهدافه بدقة"، وهي رواية نفاهـا الجيش السوداني مؤكدًا أن جميع المسيرات تم تدميرها في الجو قبل وصولها إلى أهدافها.
وأكدت مصادر عسكرية أن هذه الهجمات المتكررة بالطائرات المسيّرة تمثل تحولًا خطيرًا في تكتيكات ميليشيا الدعم السريع، التي تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا العسكرية الحديثة والدعم الخارجي في إدارة عملياتها. وأوضحت أن استخدام المسيرات في مناطق مكتظة بالسكان يشير إلى استهتار واضح بأرواح المدنيين وسعي الميليشيا إلى نشر الرعب في المدن الكبرى الخاضعة لسيطرة الجيش.
ويرى مراقبون أن استهداف أم درمان – التي تضم القيادة العامة للقوات المسلحة – ومدينة عطبرة – المعروفة بولائها التاريخي للمؤسسة العسكرية – يهدف إلى إرباك منظومة الدفاع الجوي السوداني وفتح جبهات جديدة تُشتت جهود الجيش في ظل معارك شرسة تدور في دارفور وكردفان.








0 تعليق