فتح المنتج والمشرف العام على احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، محمد السعدي، الكواليس المذهلة للحدث الذي وصفه العالم بأنه واحد من أعظم الفعاليات الثقافية في التاريخ الحديث، مؤكدًا أن هذا الإنجاز الضخم لم يكن نتاج عمل فردي، بل ثمرة تعاون ستة آلاف فنان ومهندس وعامل مصري اجتمعوا بروح الفريق الواحد لتقديم صورة مشرفة لمصر أمام العالم.
عمل جماعي بروح واحدة
أكد السعدي في حوار مع برنامج «معكم منى الشاذلي»، أن التحضير للاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير استغرق أسابيع من العمل المتواصل داخل موقع المتحف، حيث أقام الفريق هناك لأكثر من شهر كامل في أجواء يسودها الالتزام والانتماء.
وقال: «كنا بنشتغل كـ one unit.. مفيش تقسيم إداري، وكل اجتماع كان ممكن يستمر 12 ساعة»، موضحًا أن جميع عناصر العمل – من تصميم الأزياء إلى التفاصيل التقنية والفنية – كانت مصرية خالصة بنسبة 100%، ما يعكس عمق الخبرة والإبداع المحلي وقدرته على تنفيذ حدث عالمي المستوى.
احتفالية غير مسبوقة
وأشار السعدي إلى أن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير لم يعتمد على أي نموذج سابق، بل كان تجربة فريدة ومبتكرة بكل المقاييس، قائلاً: «مفيش كتالوج بيشرح إزاي تفتتح متحف بالعظمة دي».
وأوضح أن الهدف كان تقديم حدث حضاري يليق بمكانة مصر التاريخية، يجمع بين الإبهار البصري والمعلومة الثقافية، دون الكشف الكامل عن محتويات المتحف نفسه، لتبقى روح الاكتشاف هي العنصر الجاذب للجمهور في المراحل المقبلة.
التكنولوجيا في خدمة الرؤية المصرية
وكشف السعدي أن نسبة استخدام التكنولوجيا الحديثة في الحفل لم تتجاوز 5% فقط، رغم أن بعض التقنيات مستوردة، إلا أن تنفيذها وتوظيفها كان بأيادٍ مصرية خالصة.
وأشار إلى أن فلسفة الاحتفال اعتمدت على المزج بين الأصالة والحداثة، بحيث تكون التقنيات خادمة للرؤية الفنية وليست غاية بحد ذاتها، وهو ما منح الحدث طابعًا إنسانيًا دافئًا بعيدًا عن المبالغة في الإبهار البصري.
دعم رئاسي ومؤسسي شامل
وأشاد السعدي بالدعم الكبير الذي حظي به المشروع من الرئيس عبد الفتاح السيسي وجميع مؤسسات الدولة، مؤكدًا عقد اجتماعات متكررة مع القيادة السياسية قبل التنفيذ، حيث كانت الدولة شريكًا رئيسيًا في كل مرحلة من مراحل التحضير، مما ضمن خروج الحدث في أبهى صورة تليق باسم مصر وتاريخها العريق.
شيريهان.. أيقونة الإبداع المصري
وخص السعدي الفنانة شيريهان بتحية تقدير خاصة، واصفًا إياها بأنها «أيقونة تمتلك التزامًا وإخلاصًا نادرين»، مؤكدًا أن حضورها أضفى على الاحتفال بعدًا فنيًا وإنسانيًا استثنائيًا.
واختتم حديثه قائلاً: «البرازيل تكسب كأس العالم.. ومصر تكسب الفن»، في إشارة رمزية إلى أن الفن هو السلاح الأجمل الذي تميزت به مصر عبر العصور.













0 تعليق