كشفت الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني عايدة السيد، في تصريحات لوكالة رويترز، أن ثلاثة من المتطوعين الذين ظهروا في مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يتعرضون للضرب على يد رجل يرتدي زيا عسكريا، كانوا ضمن خمسة متطوعين قتلوا لاحقاً.
وقالت إن الحادثة تبرز الحاجة الماسة إلى احترام العاملين في المجال الإنساني الذين يقدّمون خدماتهم في مناطق الصراع دون انحياز أو سلاح.
 
رهائن ومفقودون في مناطق النزاع
 وأوضحت المسؤولة أن القتلى كانوا جزءاً من مجموعة من المتطوعين احتجزوا كرهائن خلال الأحداث الأخيرة في غرب دارفور، مشيرة إلى أن بعضهم تمكن من الفرار، بينهم اثنان قفزا من مركبة أثناء سيرها ولا يزالان مفقودين حتى الآن.
وأضافت من بورتسودان: "نحن هنا لخدمة الشعب السوداني في هذه المأساة، ونتمنى أن يحترم الجميع رمزية الهلال الأحمر السوداني وحياده".
 
مأساة إنسانية تهدد الآلاف في دارفور
 وحول الوضع الميداني، كشفت عايدة أن فرق الهلال الأحمر غادرت مدينة الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في أواخر أكتوبر الماضي، ووصلت بأمان إلى مليط وطويلة.
لكنها عبرت عن قلق بالغ على آلاف النازحين المدنيين الذين يواجهون خطر الموت جوعاً أو عطشاً إذا حاولوا الفرار عبر الصحراء، قائلة: "سيموتون من الجوع والعطش لو سلكوا طريق الصحراء".
 
تحقيقات دولية في “إعدامات محتملة”
 وكان الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قد أعلن الأسبوع الماضي مقتل خمسة من العاملين في توزيع الغذاء بمدينة بارا بولاية شمال كردفان أثناء سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة.
من جهته، أكد مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه يتعامل مع تلك الوفيات كـ عمليات إعدام محتملة بعد إجراءات موجزة، مشيراً إلى تقارير خطيرة عن انتهاكات ممنهجة في المناطق التي استولت عليها قوات الدعم السريع مؤخراً.
 
الفيديو المثير للغضب
 وأظهر الفيديو المنتشر على الإنترنت رجلاً بزي عسكري يضرب متطوعين يرتدون سترات حمراء تابعة للهلال الأحمر، موجهاً لهم اتهامات بأن أحدهم جندي متخفي.
وأعلنت الجمعية أن عدد العاملين الذين فقدتهم منذ اندلاع الحرب الأهلية قبل عامين ونصف بلغ 21 شخصاً، فيما نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أي إعدامات، ووصفت تلك التقارير بأنها "تضخيم إعلامي" من خصومها.
 
بين شهادات الناجين، وصمت البنادق الغائب، يقف الهلال الأحمر السوداني شاهداً على إنسانية تُغتال في ميادين الصراع، بينما يظل مصير المفقودين والنازحين معلّقاً بين الموت والصحراء.









            





0 تعليق