وصفت شبكة "BBC" البريطانية، المتحف المصري الكبير بأنه أقرب ما يكون إلى معلم ثقافيً بارر في العصر الحديث يقع بالقرب من أحد عجائب الدنيا السبع القديمة - الهرم الأكبر خوفو في الجيزة.
المتحف المصري الكبير
وقالت بي بي سي: يُوصف المتحف المصري الكبير بأنه أكبر متحف أثري في العالم، ويضم حوالي 100000 قطعة أثرية تغطي 7 آلاف عام من تاريخ البلاد، من عصور ما قبل الأسرات إلى العصرين اليوناني والروماني.
يرى علماء مصريات بارزون أن إنشاء المتحف يُعزز مطالبهم باستعادة الآثار المصرية الرئيسية المحفوظة في دول أخرى، بما في ذلك حجر رشيد الشهير المعروض في المتحف البريطاني.
ومن أبرز معالم المتحف المصري الكبير عرض محتويات مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون كاملةً، والتي تُعرض معًا لأول مرة منذ اكتشافها من قِبل عالم المصريات البريطاني هوارد كارتر. تشمل هذه المقتنيات قناع توت عنخ آمون الذهبي الرائع، وعرشه، وعرباته.
كنوز المتحف المصري الكبير
وأشارت "بي بي سي" إلى أنه إلى جانب معرض توت عنخ آمون، والعرض الجديد لمركب خوفو الجنائزي المذهل، الذي يعود تاريخه إلى 4500 عام - وهو أحد أقدم السفن وأكثرها حفظًا من العصور القديمة - فُتحت معظم صالات العرض في الموقع للجمهور منذ العام الماضي.
والمتحف الجديد ضخم، يمتد على مساحة 500000 متر مربع (5.4 مليون قدم مربع) - أي ما يعادل مساحة 70 ملعب كرة قدم تقريبًا. الواجهة الخارجية مغطاة بكتابات هيروغليفية ومرمر شفاف مقطوع إلى مثلثات، مع مدخل على شكل هرم.
ومن بين معروضات المتحف المصري الكبير، مسلة معلقة عمرها 3200 عام، يبلغ طولها 16 مترًا، للفرعون العظيم رمسيس الثاني، وتمثاله الضخم الذي يبلغ ارتفاعه 11 مترًا. نُقل التمثال الضخم من مكان قريب من محطة قطار القاهرة عام 2006، في عملية معقدة، استعدادًا للمؤسسة الجديدة.
ويقول الدكتور طارق توفيق، رئيس الجمعية الدولية لعلماء المصريات والرئيس السابق للمتحف المصري الكبير: "كان عليّ أن أفكر كيف يُمكننا عرضه بطريقة مختلفة، فمنذ اكتشاف المقبرة عام ١٩٢٢، عُرضت ١٨٠٠ قطعة من إجمالي أكثر من ٥٥٠٠ قطعة كانت داخل المقبرة"، ويضيف: "خطرت لي فكرة عرض المقبرة كاملةً، ما يعني أنه لا يبقى شيء في المخازن، ولا في المتاحف الأخرى، وستحصل على تجربة كاملة، كما فعل هوارد كارتر قبل أكثر من مئة عام".
ومن المتوقع أن يجذب مجمع المتحف الضخم، الذي تبلغ تكلفته حوالي ١.٢ مليار دولار (٩١٠ مليون جنيه إسترليني؛ ١.١ مليار يورو)، ما يصل إلى ٨ ملايين زائر سنويًا، مما يُعطي دفعة قوية للسياحة المصرية التي تضررت من الأزمات الإقليمية.
و يقول أحمد صديق، وهو مرشد سياحي وعالم مصريات طموح بالقرب من أهرامات الجيزة: "نأمل أن يُبشّر المتحف المصري الكبير بعصر ذهبي جديد لعلم المصريات والسياحة الثقافية".
ويتابع أحمد: "لقد نظمتُ العديد من الجولات إلى المتحف رغم أنه كان مفتوحًا جزئيًا. الآن، سيكون في أوج مجده. عندما تُفتتح مجموعة توت عنخ آمون، يمكنك أن تتخيل أن العالم بأسره سيعود؛ لأن هذا فرعونٌ أيقوني، أشهر ملوك العصور القديمة".
ويقول السائح الإسباني راؤول، الذي ينتظر الافتتاح الكامل للجمهور في 4 نوفمبر: "إنه مكانٌ لا يُفوّت" ويقول سام من لندن، وهو في جولة سياحية في مصر: "ننتظر فقط أن نذهب ونشاهد جميع القطع الأثرية المصرية. إنها فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر".
وتقول سائحة بريطانية أخرى إنها شاهدت سابقًا معروضات توت عنخ آمون معروضة في المتحف المصري الكلاسيكي الحديث في ميدان التحرير الصاخب. وتعلق:"نأمل أن يكون المتحف الكبير أسهل بكثير في التجول فيه، وأعتقد أنكم ستستفيدون منه أكثر".













0 تعليق