السفير المصري في أثينا: افتتاح المتحف الكبير يربط الماضي الخالد بالمستقبل المشرق

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 قال سفير مصر باليونان عمر عامر يوسف، إن المتحف المصري الكبير"فجر جديد للحضارة التي صاغت العالم".

افتتاح المتحف المصري الكبير 

وقال السفير المصري في اليونان اليوم، في مقال له في صحيفة كاثمريني اليونانية إنه عند سفح أهرامات الجيزة العظيمة، تفتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير - في لحظة لا تُمثّل افتتاح معلم ثقافي فحسب، بل تُجسّد أيضًا تجديد حوار شكّل البشرية لآلاف السنين، وبالنسبة لمصر، يُمثّل هذا اليوم عودةً إلى الوطن وبدايةً جديدة. 

وتابع “وجدت كنوز العالم القديم - الفن والنقوش والقصص التي عرّفت الحضارة نفسها - ملاذًا حديثًا يليق بعظمتها. المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري شُيّد على الإطلاق، يقف الآن كجسر بين خلود ماضينا ووعد مستقبلنا”.

واضاف “أُنشئ المتحف قبل أكثر من عقدين من الزمن، ونُفذ بفضل الرؤية والصبر والتعاون الدولي، ويضم أكثر من 100،000 قطعة أثرية، بما في ذلك - ولأول مرة في التاريخ - المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، المعروضة بكل بهاء. يمزج تصميمه المعماري الضخم، المُصمم بتناغم مع هندسة الأهرامات، بين الحجر والضوء وهواء الصحراء، ليخلق مساحةً تُمكّن الزوار من التجول عبر الزمن - من فجر الفراعنة إلى صعود الأمة المصرية الحديثة”.

شاهدٌ على حيوية الحضارة المصرية الدائمة

وتابع يوسف أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى، بل شاهدٌ على حيوية الحضارة المصرية الدائمة - حضارة علّمت البشرية كيف تقيس السماوات، وكيف تبني بالحجر، وكيف تكتب، وكيف تحلم بالخلود، ومن خلال إيقاع نهر النيل الأبدي، قدمت مصر للعالم أسس الفن والعلم وحكمة الدولة. ومثل الأكروبوليس الشامخ فوق أثينا، تُذكرنا أهرامات الجيزة بأن العظمة الحقيقية لا تدوم بالقوة، بل بالحكمة والإبداع والسعي وراء الجمال.

وقال السفير المصري في اليونان إنه ليس من قبيل المصادفة أن يتردد صدى افتتاح المتحف المصري الكبير هنا في اليونان، حيث وجدت فكرة الحضارة - المعرفة والديمقراطية والفن - تعبيرًا جديدًا. لقد تبادلت أمتانا، اللتان تربطهما الجغرافيا والتاريخ، على مدى آلاف السنين الأفكار والمعتقدات والقيم التي حددت مسار البشرية. من علماء الإسكندرية إلى فلاسفة أثينا، ومن بحارة بحر إيجة إلى بناة النيل، تحدثت مصر واليونان نفس اللغة - لغة الثقافة والروح والفضول الإنساني.

واضاف السفير “تعرب سفارة جمهورية مصر العربية في أثينا عن عميق امتنانها وامتنانها للجمهورية اليونانية وشعبها لمشاركتهم في هذا الاحتفال - لتكريم لحظة فخر مصر هنا، في متحف الأكروبوليس، أحد أبرز ملاذات الإنجاز البشري في العالم”.

وأكد أن الاحتفال بافتتاح متحف مصر الكبير تحت ظلال البارثينون ليس مجرد بادرة صداقة، بل هو تكريم للرابطة الأبدية بين حضارتينا، وللإيمان المشترك بأن الثقافة توحد حيث تفرق الحدود.

وأردف ان اليوم، بينما تشاهد اليونان مصر تحتفل بهذه اللحظة، نتذكر حقيقة بسيطة وعميقة: الحضارات ليست آثارًا من الماضي، بل هي قوى حية لا تزال تُشكل هويتنا. المتحف المصري الكبير ليس مجرد مجموعة من القطع الأثرية؛ إنه مرآة تعكس ما يمكن للبشرية تحقيقه عندما تسعى إلى فهم تاريخها والحفاظ عليه وتكريمه.

واختتم: سيكون هذا المتحف الجديد مركزًا عالميًا للمعرفة والتعليم والحوار، ملتقىً للعلماء والمؤرخين والحالمين من كل أنحاء العالم لاستكشاف الأسئلة التي توحدنا جميعًا: من نحن؟ من أين أتينا؟ وماذا نترك وراءنا؟ وبالنسبة لليونان، ولمصر، ولكل من يعتز بإرث العالم القديم، يُمثل هذا الافتتاح دعوةً لإعادة اكتشاف ليس فقط عظمة التاريخ، بل أيضًا الإنسانية المشتركة التي أفرزته ومع شروق أشعة الشمس الأولى فوق الأهرامات هذا الصباح، فإنها لا تُنير فقط أحجار الجيزة، بل تُنير أيضًا الصداقة الراسخة بين أمتينا العريقتين - حُماة الذاكرة، وحُماة الحكمة، والمؤمنين الراسخين بقوة الثقافة في توجيه العالم نحو التفاهم والسلام.

وقال: يقف المتحف المصري الكبير اليوم نصبًا تذكاريًا للزمن - ورسالةً للمستقبل:

أن الحضارات لا تموت أبدًا،

وأن الجمال أبدي،

وأن النور الذي أشرق يومًا ما من ضفاف النيل وتلال الأكروبوليس

سيظل يُرشد البشرية لقرون قادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق