أكد عالم الآثار الكبير الدكتور زاهي حواس أن المتحف المصري الكبير يمثل إنجازًا حضاريًا وثقافيًا غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث، مشيرًا إلى أن المردود السياسي والسياحي للمتحف سيكون هائلًا على المستويين المحلي والعالمي.
وأوضح حواس، خلال لقائه ببرنامج "نظرة" المذاع عبر فضائية صدى البلد، مع الإعلامي حمدي رزق، أن هذا المشروع العملاق يجسد رؤية القيادة السياسية في تقديم صورة جديدة لمصر أمام العالم، تجمع بين الأصالة والحداثة في آن واحد.
مردود سياسي على أعلى مستوى
قال زاهي حواس إن المتحف المصري الكبير لا يقتصر على كونه صرحًا أثريًا، بل أصبح أداة من أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها مصر بذكاء لتعزيز مكانتها الدولية.
وأشار إلى أن زيارات ملوك ورؤساء العالم للمتحف قبل افتتاحه الرسمي تؤكد عمق التأثير السياسي الذي أحدثه المشروع، موضحًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يدير ملف الثقافة والآثار من منظور شامل يربط بين التاريخ والاقتصاد والسياسة الخارجية.
وأضاف حواس أن المردود السياسي لهذا المشروع ظهر بوضوح في تنامي العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول المهتمة بالتعاون الثقافي والسياحي مع مصر.
طفرة سياحية واقتصادية حول الهرم
تحدث الدكتور حواس عن التغيرات الملموسة في المنطقة المحيطة بالأهرامات، مؤكدًا أن البيوت والمحال التجارية المجاورة تحولت إلى منشآت فندقية تستقبل الزوار من مختلف دول العالم.
وأوضح أن أسعار الإقامة في تلك الفنادق والشقق السياحية وصلت إلى نحو 50 دولارًا في الليلة، ما يعكس حجم الطلب السياحي المتزايد مع اقتراب افتتاح المتحف رسميًا.
كما أشار إلى أن هذه الطفرة العقارية والسياحية ستسهم في خلق فرص عمل جديدة ورفع مستوى الدخل للمجتمعات المحلية، مما يجعل من المتحف مشروعًا متكاملاً للتنمية وليس مجرد موقع أثري.
مؤسسة ثقافية عالمية لا مثيل لها
وصف زاهي حواس المتحف بأنه أكبر مؤسسة ثقافية في العالم مخصصة للحضارة المصرية، مشددًا على أن تصميمه ومعروضاته يقدم تجربة فريدة للزائر تروي قصة مصر القديمة بروح عصرية.
وأكد أن المتحف لا يضم فقط آثار توت عنخ آمون وكنوز الفراعنة، بل يشمل منظومة متكاملة من المعارض والتعليم والبحث العلمي، مما يجعله مركز إشعاع ثقافي عالمي.
عصر جديد من السياحة الثقافية
واختتم حواس تصريحاته بالتأكيد على أن افتتاح المتحف المصري الكبير سيكون حدثًا تاريخيًا يضع مصر على خريطة العالم السياحية بشكل أقوى من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أن هذا المشروع العملاق يعبر عن رؤية الدولة في تحويل التراث إلى قوة اقتصادية مستدامة تعود بالنفع على الأجيال القادمة.
0 تعليق