أكد السفير محمد أبو شهاب، مندوب دولة الإمارات الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الإمارات "تدين بشدة الهجمات المشينة ضد المدنيين في الفاشر، والتي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي"، داعيًا قوات الدعم السريع إلى "تحمل مسؤولياتها وضمان حماية المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها".
وأضاف أن كلًّا من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أقصيا نفسيهما من أي دور في تشكيل مستقبل السودان، مشددًا على أن الطريق الوحيد نحو السلام والاستقرار يمر عبر المدنيين السودانيين.
جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، مساء الخميس، خُصصت لبحث تطورات الحرب في السودان، التي دخلت عامها الثالث وسط تدهور إنساني غير مسبوق.
الإمارات: موقف ثابت رغم "الأكاذيب المكررة"
قال أبو شهاب في كلمته إن الإمارات كانت واضحة منذ أكثر من عامين، "وبغضّ النظر عن الأكاذيب المكررة هنا، فإننا نؤكد أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد أقصيا نفسيهما من تشكيل مستقبل السودان".
وأضاف: "لقد حان الوقت للمجتمع الدولي أن يقبل هذه الحقيقة، فلا يمكن لأي خطاب يلقى في هذه القاعة من أحد أطراف الصراع أن يغيّر من واقعهم أو يُخفي ما ارتكبوه من أفعال".
وأشار المندوب الإماراتي إلى أن الرهان على أي من الطرفين العسكريين لن يحقق السلام، مؤكدًا أن "المجتمع الدولي يجب أن يوجّه جهوده نحو دعم القوى المدنية التي تمثل تطلعات الشعب السوداني في الحرية والكرامة والسلام".
تحذير من تفاقم الكارثة الإنسانية
وشدد أبو شهاب على أن الحرب الأهلية في السودان مستمرة منذ أكثر من 900 يوم، وقد "ابتلعت الوطن وأغرقت الملايين في المعاناة والنزوح والجوع"، مضيفًا أن الوضع في مدينة الفاشر بدارفور يزداد سوءًا كل يوم.
دعوة للعدالة ودعم المدنيين
وأكد المندوب الإماراتي أن المحاسبة هي الطريق نحو العدالة، داعيًا المجتمع الدولي إلى ضمان تقديم كل المسؤولين عن "الفظائع والانتهاكات" إلى العدالة دون استثناء.
وأضاف أن "الإمارات ستواصل دعم الجهود الإنسانية والسياسية الرامية إلى إنهاء الحرب وإطلاق عملية انتقال حقيقية يقودها المدنيون أنفسهم".
رؤية إماراتية للسلام
واختتم أبو شهاب كلمته بالتشديد على أن المدنيين وحدهم يمكنهم رسم مستقبل السودان، وقال: "يجب أن نتوجه إلى الشعب السوداني لا إلى جلاديه، وأن نمنح الأمل لمن فقدوا كل شيء بفعل حرب لا نهاية لها".
0 تعليق