أكد رئيس معهد كورتشاتوف النووي الروسي، ميخائيل كوفالتشوك، أن مشروع تطوير ناقلة نووية غواصة للغاز الطبيعي المسال أصبح واقعًا ملموسًا خلال مؤتمر RAO/CIS Offshore 2025.
مشروع الغواصة النووية يتحول من فكرة إلى واقع
وأشار كوفالتشوك إلى أن الفكرة بدأت على يد العالم الروسي البارز يفغيني فيليخوف، وتلقّت دعمًا مباشرًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والحكومة الروسية، الذين أصدروا توجيهات رسمية لتسريع تطوير المشروع.
ومن جانبة أكد كوفالتشوك أن المشروع يحظى بدعم كامل من بوتين وشركة "غازبروم"، وأن جميع الخطط التقنية والتنفيذية تسير وفق الجداول الزمنية الموضوعة، مما يعكس جدية روسيا في إيجاد حلول وطنية مبتكرة لنقل الغاز الطبيعي المسال من القطب الشمالي، خصوصًا في ظل تحديات الشحن البحري التقليدي والمناخ القطبي القاسي.
المواصفات الفنية للغواصة
وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن تصميم الغواصة يتولاه مكتب "مالاخيت" للتصاميم المتخصصة في الغواصات، بمواصفات تقنية متقدمة تشمل:
الطول: 360 مترًا، لتتناسب مع أكبر رصيف في ميناء سابيتا بشبه جزيرة يامال.
العرض: 70 مترًا، الارتفاع: 30 مترًا، الغاطس: 12-13 مترًا.
القدرة الدفعية: تصل إلى 90 ميجاوات.
سرعة الغواصة تحت الجليد: تصل إلى 17 عقدة بحرية.
حمولة الغاز الطبيعي المسال: 180 ألف متر مكعب.
تسمح هذه المواصفات للغواصة بالعمل بكفاءة عالية في ظروف القطب الشمالي الصعبة، وتعتبر نموذجًا متقدمًا لشحن الغاز النووي البحري.
دمج الغواصة مع البنية التحتية الحالية
وأوضح ديمتري سيدورينكوف، رئيس قسم التصاميم المستقبلية في مكتب "مالاخيت"، أن الغواصة ستدمج في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الروسية القائمة، ما يعزز قدرات روسيا على الشحن البحري بطريقة آمنة وفعّالة.
وأشار إلى أن المشروع يجمع بين الأمان النووي، الكفاءة اللوجستية، والقدرة على العمل في بيئات قطبية معقدة، وهو ما يرفع مكانة روسيا في أسواق الطاقة العالمية.
أهمية المشروع للسوق العالمي
جدير بالذكر يعد المشروع ثورة في النقل البحري للغاز الطبيعي المسال، إذ يوفر حلًا مبتكرًا يقلل الاعتماد على الطرق التقليدية المهددة بالمخاطر المناخية والجيوسياسية، ويعزز من الاستقرار الاستراتيجي للإمدادات الروسية.
كما يتيح للغاز الروسي الوصول إلى الأسواق العالمية بطريقة مستدامة وآمنة، ويمنح روسيا ميزة تنافسية أمام دول أخرى تعمل في مجال الغاز الطبيعي المسال.
حل وطني مبتكر وتوجه نحو المستقبل
ويمثل المشروع حلًا وطنيًا مبتكرًا لمشكلة نقل الغاز الطبيعي المسال من مشاريع القطب الشمالي، ويؤكد توجه روسيا نحو الابتكار في مجال الطاقة والنقل البحري النووي.
ومن المتوقع أن تصبح هذه الغواصة عنصرًا رئيسيًا في استراتيجية روسيا لتعزيز قدرتها التصديرية، وتقليل المخاطر التشغيلية، وتحقيق استقلالية تامة في نقل الغاز الطبيعي المسال.
بهذه الخطوة، تؤكد روسيا أن الابتكار التكنولوجي النووي يمكن أن يعيد تشكيل قطاع الطاقة العالمي، مع تقديم نموذج جديد لنقل الغاز الطبيعي المسال بأمان وكفاءة، في مواجهة تحديات المناخ، البنية التحتية، والاحتياجات الاستراتيجية للسوق العالمي

















0 تعليق