رشا الفوال: المتحف المصرى الكبير ذاكرةً حية تعيد صياغة الوعى الجمعى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت الشاعرة والناقدة  الدكتور رشال الفوال إن افتتاح المتحف المصري الكبير حدث سيكولوجي بامتياز؛ وإعلانٌ جمعي عن استعادة الذات، وتصالح مع التاريخ بوصفه مصدرًا للقوة. 

وأكدت الفوال أن المتحف ليس فقط بيتًا للآثار، بل مرآةً للهوية المصرية وذاكرةً حية تعيد صياغة الوعي المصري الجمعي في لحظةٍ تحتاج فيها الأمة إلى أن تتذكّر من تكون.

وترى الفوال أن من الناحية السيكولوجية، يُسهم المتحف في ترميم ما يُعرف في علم النفس الثقافي بـ"الذاكرة المتصدعة" التي نعني بها تلك الفجوة بين ما نعرفه عن أنفسنا وما نعيشه بالفعل؛ فالمتحف لا يقدّم التاريخ كمجرد ماضٍ ساكن، بل كحكاية مستمرة تمنح المصري شعورًا بالتماسك والاستقرار.

وأوضحت الفوال: “نلاحظ ذلك في طرق العرض الحديثة التي توازن بين أصالة التاريخ والتكنولوجيا، تخاطب العقل والعاطفة معًا، فتُشبع الحاجة الإنسانية للشعور بالجمال والهيبة والوصول إلى معنى الحياة في آنٍ واحد”.

واستكملت حديثها قائلة: "حين يدخل الزائر هذا الصرح العملاق، تتفاعل ذاكرته الانفعالية مع المشاهد المتنوعة من حيث الإضاءة، والضخامة، وروائح الحجارة القديمة التي تستثير داخله إحساسًا عميقًا بالانتماء والاستمرارية، إنها بلا شك لحظة تماس بين "الأنا الفردية" و"الأنا الجمعية"، حين يشعر الإنسان أن جذوره تمتد لآلاف السنين، وأنه ليس نتاج حاضرٍ متقلب، بل امتدادٌ لتاريخٍ يتنفس من خلال الجدران والتماثيل والنقوش".

واختتمت الفوال: “افتتاح المتحف المصري الكبير لحظةً فارقة في الوعي الجمعي للمصريين، ليس فقط كحدث ثقافي أو أثري، بل كفعلٍ رمزي يعيد صياغة العلاقة بين الماضي والحاضر في وجدان الأمة. فمن منظورٍ سيكولوجي، يتجاوز المتحف دوره كحارسٍ للآثار إلى كونه فضاءً للعلاج الجمعي، يُعيد للأمة ثقتها بذاتها بعد قرونٍ من الانقطاع أو التهميش الرمزي لهويتها الحضارية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق