خبير تنمية بشرية: النجاح الحقيقي يولد من التجارب الصعبة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال د.طاهر نصر، المحاضر وخبير تنمية الموارد البشرية، إن الإنسان لا يجب أن يخجل من ماضيه أو يخفي أخطاءه، لأنها التي شكلت شخصيته الحالية، مؤكدًا أن التجارب الصعبة هي التي تصنع النضج الحقيقي وتمنح الإنسان القدرة على النجاح بشرف، لا بمجرد السرعة أو المظاهر.

أوضح خلال لقاء ببرنامج "الساعة 6"، المذاع على قناة "الحياة"، أن بعض الناس تخشى الحديث عن ماضيها أو الاعتراف بما مرت به من صعوبات، خوفًا على صورتها أمام الآخرين، بينما في الحقيقة الاعتراف بالماضي يزيد من قيمة التجربة ويمنح الآخرين الثقة بأن النجاح لم يأتِ صدفة.

أضاف أن الظهور أمام الناس على الفطرة والبساطة لا ينتقص من الإنسان بل يميزه، لأن القصص الصادقة تلهم غيره، مشيرا إلى أن من الطبيعي أن يبدأ الإنسان صفحة جديدة في حياته العملية أو الاجتماعية، فيُظهر للآخرين النسخة الناضجة من نفسه دون أن يخفي ماضيه، لأن ما مرّ به هو الذي أوصله إلى وعيه الحالي. 

قال إن كل إنسان ناجح مرّ بظروف قاسية، فهي التي تولّد الإصرار الداخلي على التغيير، مضيفًا أن من ينكر أو يزيف ماضيه لا يملك الثقة الحقيقية بالنفس، مؤكدا هناك نوعين من الأشخاص على مواقع التواصل: مؤثرون حقيقيون ينشرون الوعي والإيجابية، وآخرون “محطمون” يبثّون السلبية رغم شهرتهم، موضحًا أن التأثير الحقيقي لا يقاس بعدد المتابعين بل بما يقدمه الإنسان من محتوى نافع.

وعن الطريق إلى النجاح، شدد نصر على أن السرعة لا تعني الوصول الحقيقي، فالنجاح السريع دون جهد يقود إلى سقوط أسرع، في حين أن من يصل بشرف وثبات يبني مسارًا مستمرًا، قائلا: "إن الوصول بشرف يعني الالتزام بالقيم، ورفض الطرق الملتوية، والعمل الجاد حتى لو احتاج الأمر إلى وقت أطول.

أضاف أن الظروف الصعبة ليست سببًا للفشل بل نقطة انطلاق، فهناك من يرضى بواقعه وهناك من يتمرد على ضعفه ويعمل ليتغير، مستشهدا بمثال من فريق عمله الذي يدرس ويعمل في أربع وظائف يوميًا ليبني مستقبله، مؤكدًا أن هذا النوع من الإصرار يستحق الاحترام لأنه نابع من إرادة التغيير.

وحول مقولة "حظي وحش"، أوضح نصر أنه لا يؤمن بها إطلاقًا، مشيرًا إلى أن الإدراك الإيجابي للمواقف هو الفارق بين من ينهض ومن يستسلم، فالمتاعب ليست نحسًا بل دروسًا في طريق النضج، مضيفا أن الألم الطبيعي جزء من رحلة العلاج والتعافي، وأنه لا عيب في الشعور بالوجع، لكن المهم أن يظل لدى الإنسان إيمان بأن الأيام القادمة ستحمل تعافيًا كاملًا وفرصًا جديدة.

شدد على أن النجاح لا يعني غياب الألم، بل تجاوزه بالإيمان والعمل، وأن كل تجربة قاسية يمكن أن تكون بداية طريق مضيء إذا نظر إليها الإنسان بعين إيجابية ووعي ناضج.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق