الأحد 26/أكتوبر/2025 - 11:25 م 10/26/2025 11:25:16 PM
إن ما تشهده الدولة المصرية حاليًا من إستقرار أمنى ونجاح غير مسبوق للسياسة الخارجية المصرية إنما يأتى نتيجة الجهود الجبارة التى يبذلها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى على كافة الأصعدة وأيضًا نتيجة الدعم غير المحدود والثقة التى يبثها فى نفوس المسئولين كل فيما يخصه.
-على صعيد نجاحات السياسة الخارجية المصرية فجميعنا قد شاهد بكل الفخر والإعتزاز ما حدث فى شرم الشيخ حيث إجتمع زعماء العالم ليشهدوا التوقيع على إتفاق وقف القتال والإعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة فى حضور وتوقيع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس التركى رجب أردوغان فى مشهد تاريخى يوثق ويؤكد مكانة مصر فى منطقة الشرق الأوسط على الرغم من جميع التحديات التى تتعرض لها وجميع الضغوط التى مورست عليها لتهجير الأخوة الفلسطينين من أراضيهم حيث تصدى الرئيس عبد الفتاح السيسى لتلك المحاولات وهو على يقين من سلامة موقفه وأصاله أخلاقه حيث إتخذ القرار الصائب والرافض لتلك المحاولات بل إنه تمسك بموقفه أمام العالم أجمع علنًا ودون مواربه حتى تأكد الجميع إنه لن يتراجع عن موقفه وجاؤوا جميعًا الى مصر ليشهدوا التوقيع على إتفاق وقف القتال وبداية مرحلة جديدة تهدف إلى تحقيق الإستقرار بالمنطقة.
وفى خطوة أخرى توجه السيد الرئيس إلى بروكسل حيث إجتمع بقادة دول الإتحاد الأوروبى فى دارهم وأعلن من هناك أن مصر دولة تسعى إلى السلام والإستقرار ولديها الإمكانيات التى تؤهلها لعقد شراكات إستراتيجية مع دول العالم الغربى وإنها قادرة على إستيعاب أى إستثمارات أو مشروعات إستثمارية بها لأن الأرض أصبحت ممهدة لذلك بفضل ما نحن فيه من إستقرار أمنى وسياسى.... إضافة إلى تحرك مؤشرات القياسات الدولية الإقتصادية والتى تشير إلى أن الوضع الإقتصادى فى مصر يتحه نحو معدلات نمو متصاعدة ومبشرة بمستقبل أفضل بإذن الله.
من ناحية أخرى فإن حالة الأمن والأمان والإستقرار غير المسبوقة فى مصر لم تأت من فراغ بل جاءت وفق رؤية وإرادة ووعى وأيضًا دعم من القيادة السياسية للأجهزة الأمنية تمكنت من خلاله إلى تحقيق النجاحات واحدة تلو الأخرى منذ أن خاضت حربًا مقدسة ضد الفوضى والإرهاب الذى حاول إسقاط الدولة إلى أن تمكنت من تحقيق نصرًا كاسحًا حيث أصبحت سيناء وكل ربوع البلاد لا صوت يعلو فيها على صوت الدولة الوطنية ومؤسساتها...دولة العدل والقانون...دولة ذات هيبة كل من فيها يعرف حقوقه وواجباته.
إننا هذه الأيام على مشارف أن نقدم للعالم أيقونة بل معجزة جديدة من المعجزات المصرية والتى جاءت نتيجة الإستقرار الذى نعيشه حاليًا ألا وهو إفتتاح المتحف المصرى الكبير والذى يؤكد على مكانة مصر التاريخية العريقة وشموخ حضارتها التى تمتد لآلآف السنين والتى لامثيل لها فى أى دولة من دول العالم.
لقد كان إنشاء المتحف المصرى الكبير حلمًا لدى المصريين منذ أن أعلن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بدء العمل به إلى أن أصبح قلعة شامخة تتنافس مع أكبر متاحف العالم وأعرقها إن لم تكن تتفوق عليها....فكان عبقرية إختيار موقعه بجوار الأهرامات وكأنه هرم جديد دليل على قدرة الإنسان المصرى أن يشيد أهرامات أخرى وأن الحضارة لا تموت ولكنها تتجدد بإستمرار مع تجدد العصور ولا يكون هذا التجدد إلا بإرادة الرجال العِظام وقوة عزيمتهم حيث تجسدت هذه الإرادة فى إنهاء هذا الصرح العظيم الذى نراه شامخًا أمامنا والذى سوف يفتتحه السيد الرئيس فى وجود العديد من قيادات وزعماء العالم فى مشهد تاريخى سوف تذكره الأجيال القادمة من أبناء الشعب المصرى بكل العزة والفخر.
جاء بناء المتحف المصرى الكبير على مساحة تقدر بنحو 500 الف متر مربع ويضم ما يقارب 100 الف قطعة أثرية وهو إنجاز حضارى كبير تقدمه مصر للعالم لتؤكد على ريادتها التاريخية للعالم وعلى قدرتها على صون الحضارة الإنسانية والحفاظ عليها كثروة لا تقدر بثمن ولا تضاهى بغيرها.
جاء تشييد هذا الصرح التاريخى نتاج فكرة مصرية عبقرية وتعاون دولى غير مسبوق كان نتيجته تلك الثمرة التى تشع نورًا فى سماء وطننا الغالى وتعطى نموذجًا فريدًا لروح العزيمة والإصرار على أن يخرج هذا المتحف بهذا الشكل الحضارى ليعلن عن ميلاد هرمًا رابعًا يكون قبلة للسائحين المتوقع أن يفدوا إليه على مدار الأعوام القادمة ليشهدوا من هنا كيف بدأت الحضارة فى العالم ويتأكدوا من مقولة أن مصر جاءت وجاء بعدها التاريخ.
يبقى لنا ونحن فى غمرة سعادتنا بهذا الإنجاز العالمى والذى سوف يتم بث إفتتاحه لدول العالم يجب أن نشير إلى أن الدولة المصرية قد قامت بدورها بالإستعداد لهذا الإفتتاح وكذلك تطوير المنطقة بالكامل بدءًا من موقع المتحف وحتى الأهرامات الثلاثة ليصبح متحفًا مفتوحًا وتحفة معمارية تؤكد عظمة المصريين عبر التاريخ...ويبقى التساؤل عما سوف يحدث فى اليوم التالى لهذا الإفتتاح العالمى ؟ وكيف يمكن أن نستثمر ذلك فى الترويج للسياحة حتى تعود الى سابق عهدها وتعود الأفواج السياحية مرة أخرى لمصر لتصبح عنصرًا رئيسيًا فى الدخل القومى وزيادة العملات الأجنبية التى تدرها تلك الأفواج للبلاد.
من المؤكد أن مصر لديها ذخيرة كبيرة من خبراء السياحة لهم من الخبرات ما يجعلهم ينهضون بتلك الصناعة بالشكل الذى يجعلها الدولة الأولى فى العالم لما تمتلكه من مقومات لا يمكن أن تجدها فى أى دولة أخرى وها هو المتحف الكبير ينضم إلى ما حبانا به الله سبحانه وتعالى من آثار تمثل ثلث أثار العالم أو تزيد فلتكن هناك حملة ترويجية عالمية تشارك فيها جميع السفارات المصرية فى الخارج بالإضافة إلى تسويق المتحف الكبير وصوره وآثاره وتصميماته المبهرة وكذلك التوسع فى رحلات الطائرات الشارتر المخصصة للسائحين فقط خاصة على ضوء التوسعات والإستعدادات المتميزة التى تمت فى مطار سفنكس القريب من المتحف الكبير....من المؤكد إننا سوف نشعر بالسعادة والفخر ونحن نرى السائحين وهم يترددون على متحفنا الكبير...ونحن نرى عشرات من أتوبيسات شركات السياحة وهى تنقل الآلآف من السائحين ليجوبوا شوارعنا ومواقعنا السياحية ويلوحون لنا بأيديهم بما يشير على سعادتهم وإنبهارهم بحضارتنا وأيضًا بمستقبلنا بإذن الله.
إن مصر – يا سادة – ليست مجرد دولة على الخريطة بل هى تاريخ ممتد لآلآف السنين...كتبت إسمها فى صفحات الحضارة الإنسانية بحروف من نور...من ضفاف نيلها خرجت أول دولة مركزية فى التاريخ.... ومن أرضها تعلم العالم الطب والهندسة والفلك والفكر....مصر ليست دولة حديثة عهد بالحضارة بل هى أصل الحضارة...إن عظمة مصر لا تقاس فقط بما مضى بل بما هو حاضر وما هو آتٍ...فهى بلد الشعب الصبور القادر الذى مر عبر العصور بكل ما يمكن أن يواجه الأمم من تحديات ومع ذلك ظل ثابتًا واقفًا لا ينكسر.
هنيئًا لنا بلادنا الحبيبة....وهنيئًا لنا ما نعيشه من أمن وإستقرار...وهنيئًا لنا إفتتاح المتحف المصرى الكبير...وهنيئًا لنا قيادة مصرية نبيلة لا تتخلى عن واجبها ولا عن مسئوليتها أمام شعبها وأمام شعوب العالم وأمام التاريخ.
وتحيا مصر....



















0 تعليق