في مشهد إنساني يهز القلوب ويختصر معاناة شعب بأكمله، روت الطفلة الفلسطينية ريتاچ تفاصيل الأيام السوداء التي عاشتها ريتاج الفلسطينية تحت ركام القصف الإسرائيلي في غزة، حيث فقدت أسرتها بالكامل في لحظة واحدة من القصف العنيف الذي استهدف منزلهم في منطقة السعاف.
تحكي ريتاج الفلسطينية، بصوت يقطر ألمًا وعيونها الصغيرة تغرق في الذكريات، قائلة: «كنا قاعدين بنفطر في دار سيدي، وفجأة اليهود ضربوا علينا صاروخ، ولقيت أختي الصغيرة جنبي تحت الردم».
كانت تلك اللحظة بداية رحلة العذاب التي استمرت يومين متتاليين، ظلت خلالهما ريتاج الفلسطينية بين الركام بلا طعام أو ماء، تنتظر من ينتشلها من بين الموتى.
يومان في الظلام.. صمود طفلة أمام الموت
تتابع ريتاج حديثها لتصف تفاصيل الساعات الطويلة التي مرت عليها كأنها دهر، قائلة: «في اليوم الأول كانت أختي جنبي، حاولوا يطلعوني معرفوش، وفي اليوم التاني في منتصف الليل طلعوني».
خرجت الطفلة من بين الأنقاض وهي تحمل جرحًا غائرًا في جسدها وجرحًا أعمق في روحها، بعد أن فقدت ساقها اليسرى نتيجة إصابتها البالغة.
لم تكن مجرد إصابة جسدية، بل كانت شهادة على قسوة الحرب وغياب الرحمة في وجه الإنسانية.
من مستشفى المعمداني إلى مصر.. رحلة علاج وأمل
بعد إنقاذها، تم نقل ريتاج الفلسطينية إلى مستشفى المعمداني حيث خضعت لعدة عمليات جراحية دقيقة، قبل أن تُنقل إلى مصر لتستكمل رحلة علاجها هناك.
في القاهرة، فتحت الأبواب أمام ريتاج الفلسطينية لتلقى رعاية طبية وإنسانية استثنائية، جسدت عمق التضامن المصري مع الشعب الفلسطيني الجريح.
وبينما كانت تروي حكايتها، بدت مزيجًا من القوة والبراءة، طفلة واجهت الموت وخرجت منه تحمل رسالة صامتة عن بشاعة الحرب وجمال النجاة.
لقاء الرئيس السيسي.. لحظة إنسانية لا تُنسى
لم تتوقف حكاية ريتاج عند الألم فقط، بل امتدت إلى لحظة أمل حين التقت بالرئيس عبدالفتاح السيسي خلال احتفالية «مصر وطن السلام»، حيث حقق لها حلمها باللقاء والحديث معه.
ظهرت الطفلة بملامح مفعمة بالدهشة والامتنان، فيما حرص الرئيس على دعمها ومواساتها بكلمات إنسانية أثرت في قلوب المصريين والعالم.
ريتاچ.. رمز للطفولة الفلسطينية وصوت النجاة
عبرت ريتاج عن سعادتها الكبيرة بالاستقبال المصري قائلة: «حسّيت إني في بيتي». وبين نظراتها الحزينة وابتسامتها الخجولة، تختصر الطفلة قصة شعب لا يزال يقاوم رغم الألم، ويُعيد تعريف الشجاعة في وجه الموت.

















0 تعليق