أكد الدكتور رامي القليوبي، الكاتب والباحث في الشأن الروسي والأكاديمي بكلية الاقتصاد بمعهد الاستشراق في موسكو، ضرورة التفريق بين أمرين مختلفين، موضحًا أن العلاقة الروسية الأمريكية تشهد توترًا متصاعدًا في الفترة الأخيرة، إلا أن روسيا في الوقت نفسه تبدي تفهمًا لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ترى موسكو أنه أصبح يرضخ لضغوط من أوكرانيا وأوروبا، وبالدرجة الأولى من الدولة العميقة في الولايات المتحدة التي تحمل عداءً تقليديًا تجاه روسيا.

وأضاف القليوبي، خلال تصريحات لقناة القاهرة الإخبارية أن ترامب انتقل من وعوده السابقة بإنهاء النزاع بسرعة إلى التهديد بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، والحديث عن نظيره الرئيس فلاديمير بوتين بنبرة سلبية، ما أدى إلى تراجع في العلاقات بين الكرملين وواشنطن مؤخرًا، موضحًا أن روسيا رغم ذلك تترك الباب مفتوحًا للتعاون، إذ زار المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاقتصادي كيريل دميتري الولايات المتحدة مؤخرًا، مؤكدًا في ختام زيارته أنه سعى لنقل الموقف الروسي إلى الإدارة الأمريكية، مما يعكس وجود مسارين متوازيين في العلاقات الروسية الأمريكية.

وأوضح القليوبي أن تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من أوروبا وأوكرانيا تهدف إلى إرسال رسالة داخلية إلى واشنطن وتحديدًا إلى ترامب، مؤكدًا أن الكرملين يدرك أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات والرئيس لا يمتلك فيها القرار الكامل، رغم أن ترامب يتمتع بعلاقة شخصية جيدة مع بوتين ويتمنى أن يسجل في التاريخ كصانع للسلام، وكان يسعى لإنهاء النزاع في أوكرانيا قبل اندلاع الحرب في قطاع غزة، لكنه اصطدم بلوبيات تصدير السلاح واللوبي الأوروبي، وهو ما يمنعه من حسم النزاع سريعًا، وهي الصورة التي تروج لها روسيا عبر مسؤوليها مؤخرًا.