محمد هشام عبية: "حامل مفتاح المدينة" رواية مغرية للسينما وتمس القارئ بإنسانيتها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وسط أجواء أدبية مفعمة بالحوار والإبداع، جاءت فعاليات حفل توقيع وإطلاق رواية "حامل مفتاح المدينة" للكاتب والطبيب الدكتور أسامة علام، الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، وذلك في مبنى القنصلية بوسط القاهرة.

شارك في مناقشة الرواية كل من الروائية نورا ناجي والسيناريست والكاتب الصحفي محمد هشام عبية، حيث دار النقاش حول خصوصية النص الروائي الجديد، وتقاطعه مع الأسئلة الإنسانية والوجودية المعاصرة.

في كلمته، تحدث محمد هشام عبية عن انطباعه الأول تجاه الرواية، قائلًا: "عرفت الدكتور أسامة علام من خلال كتاباته قبل أن أتعرف إليه شخصيًا، فأنا بطبعي أتعرف إلى الكتّاب عبر نصوصهم، لأن النص الأدبي هو أكثر ما يكشف عن صاحبه".

وأوضح عبية أنه حين قرأ رواية "حامل مفتاح المدينة" وجد فيها عنصرًا مغريًا جدًا للتحويل إلى السينما، لما تحمله من توازن نادر بين الغرائبي والواقعي، قائلًا: "توقعت في البداية أنني سأقرأ نصًا يغرق في الغرائبية، عن مفتاح يفتح كل أبواب المدينة، لكن ما فاجأني أن الرواية كانت واقعية جدًا، تحكي عن مواطن مصري يعيش في نيويورك، ومع ذلك ظل فيها شيء سحري يمسّ الإنسان من الداخل".

ويتابع عبية حديثه بإحساس نقدي خاص، قائلًا: "حين أنهيت الرواية شعرت أن أحدهم يحتضنني. النص لمسني فعلًا، وشعرت بالغيرة الجميلة من البطل الدكتور شهاب، لأنه رأى العالم بهذه الزاوية الفلسفية المدهشة، أسامة علام كتب عن الطبيب البيطري بشكل مختلف تمامًا، والتوظيف في الرواية ذكي ومؤثر".

ويرى الكاتب أن العمل تجاوز فكرة "المفتاح" كرمز مباشر، ونجح في توسيع معناها لتصبح بوابة إلى الذات الإنسانية، مضيفًا:"الرواية لا تتوقف عند الرمز، بل تذهب أعمق نحو فكرة الوحدة، وهي فكرة عالمية تلازم البشر في كل مكان، سواء في نيويورك أو القاهرة أو أي مدينة أخرى".

وأضاف عبية أن الرواية تحمل مكونات فنية تؤهلها للتحول إلى فيلم سينمائي أو مسلسل درامي ناجح، قائلًا: "هناك روايات معقدة مثل الشحاذ والطريق تم تحويلها إلى أفلام عظيمة. حين أقرأ رواية بهذا الثراء الإنساني، أشعر برغبة في أن أراها على الشاشة، المكان في الرواية ليس مجرد خلفية، بل بطل فاعل ومؤثر".

واستحضر عبية في حديثه روح الأدب الإنساني الكبير، قائلًا:"ما جعلني أحب أعمال مثل مائة عام من العزلة أو روايات جورجي أمادو هو هذا البعد الإنساني العميق. الأدب الجميل لا بد أن يكون إنسانيًا، تمامًا كما كان تأثير فيلم تايتانيك علينا جميعًا، فقد بكينا لأننا لمسنا الفقد والحب والرحيل؛ وهي المشاعر نفسها التي تلامسها رواية أسامة علام."

واختتم عبية كلمته مؤكدًا أن الرواية عمل إنساني بالدرجة الأولى، وأنها “تكتب عن الوحدة بوصفها قدرًا إنسانيًا مشتركًا”، معتبرًا أن الخيال في النص ليس هروبًا من الواقع، بل وسيلة لاكتشافه من جديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق