أثار إعلان روسيا عن دراسة مشروع نفق ضخم يربطها بالولايات المتحدة تحت مضيق بيرينغ اهتماماً واسعاً، بعدما كشف مبعوث الاستثمار الروسي كيريل ديمترييف أن دراسة الجدوى بدأت قبل نحو ستة أشهر بتمويل من شركاء دوليين.
وقال ديمترييف إن المشروع، الذي أُطلق عليه مجازاً اسم "نفق بوتين-ترامب"، يمكن أن يربط بين منطقة تشوكوتكا الروسية وولاية ألاسكا الأميركية عبر نفق سكك حديدية بطول يقارب 70 ميلاً تحت البحر، مشيراً إلى أنه يمثل رؤية طموحة لوحدة القارتين.
أول تعليق من ترامب على "نفق بوتين-ترامب"
جاء أول تعليق للرئيس الأميركي دونالد ترامب على المشروع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حين طُرح عليه سؤال حول فكرة النفق.
وقال ترامب مبتسماً: "إنها فكرة مثيرة للاهتمام"، قبل أن يوجه السؤال لزيلينسكي الذي أجاب قائلاً: "لست سعيداً بهذه الفكرة"، ما أثار موجة من الضحك بين الحضور الأميركيين.
ويُعد هذا أول رد رسمي من ترامب على المقترح الروسي الذي لاقى تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل، خصوصاً بعد وصفه المشروع بأنه "نفق للسلام والتعاون بين الأمم".
ديمترييف: حلم بدأ منذ أكثر من قرن
وأوضح ديمترييف في منشور لاحق على منصة "إكس" أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي هو الجهة التي بدأت بدراسة الجدوى بتمويل تجاري مستقل.
وأضاف أن الصندوق كان وراء تمويل أول جسر للسكك الحديدية بين روسيا والصين، والذي ساهم في تقليص مسافة النقل بين البلدين بأكثر من 700 كيلومتر.
وأشار إلى أن فكرة ربط روسيا بالولايات المتحدة ليست جديدة، بل تعود إلى مشروع "سيبيريا-ألاسكا" عام 1904، ثم أعادت موسكو طرحها في عام 2007.
وقال: "لقد درس صندوقنا كل المقترحات التاريخية، من خطوط السكك الحديدية بين روسيا والصين إلى مشروع الربط بين أميركا وكندا وروسيا، وسندعم الخيار الأكثر جدوى اقتصادياً وتقنياً".
دعوة لإيلون ماسك للمشاركة في التنفيذ
ودعا ديمترييف الملياردير الأميركي إيلون ماسك إلى الانضمام للمشروع من خلال شركته المتخصصة في حفر الأنفاق The Boring Company، مؤكداً أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة في هذا المشروع يمكن أن يشكل "رمزاً لوحدة الشعوب وتجاوز الانقسامات الجيوسياسية".
وأضاف: "تخيلوا أن نربط القارتين الأميركيتين بقارة أوراسيا عبر نفق بطول 70 ميلاً، إنه ليس مجرد مشروع هندسي، بل رمز لعصر جديد من التواصل العالمي".
0 تعليق