قال المستشار أحمد سعوي الأمين العام للاتحاد الأفراسيوي للاستثمار إن نجاح مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال شركات سعودية كبرى في التفاوض مع الحكومة بشأن إقامة مجمعات سكنية فاخرة ومشروعات ترفيهية ورياضية على شواطئ البحر الأحمر، بالتوازي مع خطة تنمية المثلث الذهبي، وهو أحد أبرز المشروعات القومية التي تستهدف استغلال الموارد الطبيعية في جنوب شرق مصر وجذب استثمارات تتخطى 15 مليار دولار خلال عشر سنوات.
وِأضاف في تصريحات خاصة للدستور أن وجود زيادة في عدد الاستفسارات والعروض الاستثمارية المقدمة من شركات آسيوية، خاصة من الصين وكوريا الجنوبية، والتي تبحث عن التوسع في الأسواق الإفريقية عبر مصر كبوابة رئيسية، بفضل موقعها الاستراتيجي والاتفاقات التجارية الموقعة مع دول الكوميسا ومناطق التجارة الحرة القارية.
وأكد أنه إلى جانب التوسع السياحي والعقاري، بدأ المستثمرون الأجانب مؤخرا في إظهار اهتمام متزايد بمشروعات الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، خاصة في مناطق الزعفرانة وبنبان وتخطط الحكومة لزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة إلى نحو 42% بحلول عام 2030، مما يوفر فرصًا ذهبية للشركات الأوروبية والعربية المتخصصة في هذا المجال.
وأوضح أنه بفضل الاستقرار الأمني والسياسي، والتحسن النسبي في سعر الصرف، إلى جانب جهود البنك المركزي في الحفاظ على مرونة السوق وتحسين إدارة النقد الأجنبي أن يكون النصف الثاني من عام 2025 نقطة انطلاق قوية لموجة جديدة من الاستثمارات الأجنبية في مصر، خصوصا في ظل الاتجاه المتزايد نحو تقليل الاعتماد على القروض وزيادة الشراكات الاستثمارية طويلة الأجل.
وِأشار إلى أنه في المحصلة، فإن مصر تقف على أعتاب مرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والتكامل مع الأسواق العالمية، مدفوعة بخريطة استثمارية متطورة، وبنية تحتية قوية، وعزيمة سياسية واضحة على جعل القطاع الخاص شريكا رئيسيا في التنمية وفي ضوء هذه المؤشرات، يبدو أن مناطق الساحل الشمالي والبحر الأحمر لن تكون فقط وجهات سياحية، بل بوابات رئيسية لتدفق رؤوس الأموال، وتحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد المصري خلال ما تبقى من عام 2025 وما بعده