تشهد أروقة الأحزاب السياسية العديد من الاجتماعات والتحضيرات والتنسيق بين العديد من القوى السياسية والحزبية استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة، وتحديدًا انتخابات مجلس الشيوخ، المزمع عقدها فى أغسطس المقبل، خاصة أنه من المتوقع أن يتم فتح باب الترشح للانتخابات فى بداية شهر يوليو المقبل.
وقالت مصادر سياسية، لـ«الدستور»، إن حزب مستقبل وطن يقود الآن العديد من الاتصالات والاجتماعات للتنسيق مع عدد كبير من الأحزاب السياسية لتشكيل القائمة الوطنية لخوض انتخابات مجلس الشيوخ.
وأوضحت المصادر أنه جارٍ الآن التنسيق بين الأحزاب والقوى السياسية المتوافقة على تشكيل التحالف الانتخابى من خلال القائمة الوطنية، لتحديد نسب كل حزب داخل القائمة، مشيرة إلى أن التحالف من خلال القائمة الوطنية سيكون تحالفًا انتخابيًا فقط ينتهى عقب الانتخابات وليس تحالفًا سياسيًا.
من جانبه، قال اللواء طارق نصير، الأمين العام لحزب حماة الوطن وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، إن هناك ترتيبات ولقاءات مكثفة تُجرى بشكل دورى استعدادًا لماراثون انتخابات مجلس الشيوخ، مشيرًا إلى أنهم على تواصل بشكل دائم مع قواعد الحزب المنتشرة فى جميع محافظات مصر، من أجل اختيار أفضل العناصر للمشاركة فى الانتخابات المقبلة، سواء على مقاعد الفردى أو القائمة.
وأكد «نصير» أن النجاحات التى حققها الحزب على المستويين السياسى والشعبى أسهمت فى تعزيز مكانة حماة الوطن، ما يجعله مؤهلًا للفوز بنسبة كبيرة من مقاعد مجلس الشيوخ، لافتًا إلى أن ممثلى حماة الوطن فى مجلسى النواب والشيوخ استطاعوا من خلال مواقعهم المختلفة أن يعبروا عن نبض الشارع، بالإضافة إلى دعمهم توجهات الدولة المصرية على الصعيدين الداخلى والخارجى.
وذكر أن قواعد الحزب الجماهيرية فى جميع أنحاء الجمهورية جاءت نتيجة تحركات فعلية وعمل حقيقى بين المواطنين، والمشاركة فى جميع الفعاليات، إلى جانب العلاقات الممتدة مع القيادات التنفيذية والشعبية.
من جانبه، أكد الدكتور باسل عادل، رئيس حزب الوعى، أن الحزب يتبنى مشروعًا سياسيًا يمتد لسنوات، قائمًا على تمكين الكوادر الجادة، وتقديم بدائل سياسية واقعية تعبّر عن احتياجات المجتمع المصرى.
وأعلن عن أن الحزب سيدفع بالشباب فى الانتخابات المقبلة إيمانًا بأهمية دورهم فى التنمية، مشيرًا إلى أن لجنة الانتخابات المعنية بمتابعة ملف الترشح قد تلقت أكثر من ٦٠ استمارة رغبة فى الترشح من مختلف المحافظات، تشمل الراغبين فى خوض انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وهو ما يعكس تزايد ثقة الأعضاء فى الحزب ومشروعه.
كما أعلن حزب الغد عن مشاركته فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ضمن تحالف أحزاب القائمة الوطنية، الذى يقوده حزب مستقبل وطن، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتى فى إطار تعزيز التعاون والتكاتف بين الأحزاب الوطنية؛ لتحقيق تمثيل شعبى قوى ومؤثر فى البرلمان.
وشدد الحزب على أن رئيسه هو الجهة الوحيدة المخوّلة بالتصريح باسم الحزب، ولم يتم تفويض أى شخص آخر للحديث باسمه.
كما أكد الدكتور ممدوح محمد محمود، رئيس حزب الحرية المصرى، أن الحزب يستعد بقوة لخوض انتخابات مجلسى الشيوخ والنواب، من خلال الدفع بكوادر سياسية متميزة للمنافسة على غالبية المقاعد الفردية فى مختلف محافظات الجمهورية، ضمن خطة شاملة تهدف إلى تمثيل فعال وحقيقى للمواطنين تحت قبة البرلمان.
وأوضح رئيس الحزب أن الكوادر التى يعتزم الحزب الدفع بها تضم نخبة من الشخصيات السياسية التى تجمع بين الخبرة التشريعية والقدرة على التواصل المباشر مع الشارع، مؤكدًا أن اختيار المرشحين تم وفق معايير دقيقة تضمن الكفاءة والنزاهة والشعبية والقدرة على أداء الدورين التشريعى والرقابى بفاعلية.
وأضاف أن الحزب يراهن على أسماء لها ثقل شعبى وتاريخ من العمل السياسى والخدمى، بما يسهم فى تعزيز الأداء البرلمانى ويرسخ ثقة المواطنين فى ممثليهم داخل المجلسين.
فى السياق ذاته، عقد المستشار مايكل روفائيل، نائب رئيس حزب مصر القومى، اجتماعًا تنظيميًا مع قيادات الحزب لاستكمال خطة العمل خلال المرحلة المقبلة، وتكثيف الجهد لكل الأدوار التى يقوم بها الحزب على كل القطاعات والترتيبات الميدانية، بمحافظات القاهرة والجيزة وأسيوط والقليوبية والشرقية، استعدادًا للدفع بعدد من المرشحين فى الانتخابات المقبلة، ورسم الخطط المتكاملة، والتى ترتكز على الكفاءة والقدرة على تمثيل المواطنين والدفاع عن قضاياهم تحت قبة البرلمان.
وأكد «روفائيل»، خلال الاجتماع، أهمية وضع خطط متكاملة تستند إلى الكفاءة والقدرة على تمثيل المواطنين والدفاع عن قضاياهم فى البرلمان، مشددًا على ضرورة تقديم مرشحين مؤهلين يمثلون كل فئات المجتمع.
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدًا من التنسيق والجهود المستمرة لتأكيد حضور الحزب على الساحة السياسية وتحقيق أهدافه فى خدمة المواطن المصرى، داعيًا الأعضاء إلى بذل المزيد من العمل الجماعى للوصول إلى النجاح فى الاستحقاقات المقبلة.
واختتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية العمل بروح الفريق وتوفير الدعم الكامل للمرشحين فى مختلف المحافظات، لضمان تقديم الأفضل للمواطنين فى المستقبل.
من جانبه، شدد الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، على أن الحزب يدير ملف مرشحى الانتخابات وفق رؤية تستند إلى الكفاءة والقدرة على التواصل مع الشارع وخدمة المواطنين، موضحًا أن الحزب تجاوز حتى الآن ٥٠ مرشحًا، ولا يزال يستقبل طلبات الترشح فى مختلف المحافظات.
وأشار إلى أن اختيار المرشحين يعتمد على التوافق مع رؤية الحزب الفكرية والبرامجية، بالإضافة إلى الخبرة السابقة فى العمل العام، والقدرة على تمثيل قضايا الدائرة بفاعلية داخل البرلمان. وبيّن أن للحزب تجارب ناجحة فى عدد من المحافظات، منها المنوفية والإسكندرية، حيث أثبت المرشحون قدرتهم على الوصول للناخبين وتقديم خدمات حقيقية، بالتوازى مع استخدام أدوات رقابية وبرلمانية فعالة.
وأشار إلى أن الحزب يعتمد على اللجان القانونية التى تقدم استشارات مجانية للمواطنين وتساعدهم فى فهم الإجراءات وتوجيههم للجهات المختصة، مؤكدًا أن رفع وعى المواطن يمثل جزءًا أساسيًا من دور الحزب.
وحول محافظات الصعيد، أوضح أن اختيار المرشحين هناك يتم وفق معايير خاصة تراعى التركيبة القبلية والاجتماعية، لكن مع التأكيد أن المرشح يجب أن يكون مثقفًا، ولديه رؤية وبرنامج، ولا يمثل فقط انتماءً عائليًا أو قبليًا، بل يكون قادرًا على خدمة جميع أبناء دائرته والمحافظة ككل.
ونوه بأن الاحتكاك المباشر مع المرشحين والمواطنين فى الصعيد يتم من خلال جلسات موسعة، ولقاءات مع نواب سابقين لنقل الخبرات، مشيرًا إلى أن الطبيعة السياسية والثقافية تختلف من محافظة لأخرى، سواء فى الدلتا أو المدن الكبرى أو مدن القناة، وهو ما يُؤخذ بعين الاعتبار فى اختيارات الحزب.
