صدق أو لا تصدق.. التظاهر بالمرض لتحقيق مكاسب حيلة عمرها آلاف السنين

اليوم 7 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تاريخ التظاهر بالمرض لتحقيق مكاسب شخصية ليس ظاهرة جديدة، بل يعود إلى آلاف السنين، وربما كان أوديسيوس بطل ملحمة هوميروس الشهيرة "الأوديسة"، من أوائل الشخصيات التي استخدمت هذه الحيلة، في واحدة من أشهر قصصه حين تظاهر أوديسيوس بأنه مريض عقلياً لتجنب المشاركة في حرب طروادة.

وبينما كانت حرب الإغريق ضد طروادة واحدة من أكثر الحروب شهرة في التاريخ، كان أوديسيوس يسعى للهروب منها عبر التظاهر بالجنون، قام بحرث الرمال بدلاً من الأرض وارتكب أفعالاً طائشة أخرى لإثبات أنه غير مؤهل لخوض الحر، لكن كذبته تم كشفها عندما ألقى أحد القادة بالاميدس ابن أوديسيوس الرضيع أمام المحراث، فبادر أوديسيوس بحماية ابنه، مما كشف أنه كان في كامل قواه العقلية.

 

التظاهر بالمرض لا يقتصر على الأساطير القديمة

لكن التظاهر بالمرض لا يقتصر على الأساطير القديمة فقط، حتى في العصور الحديثة، أصبح "التغيب عن العمل بسبب المرض" ظاهرة منتشرة، في الكثير من الحالات، يستغل المرض للحصول على وقت بعيد عن العمل أو لتجنب المسئوليات الاجتماعية، قد يظن البعض أن ذلك غير مبرر، لكنه في بعض الحالات قد يعتبر مبرراً لتحقيق مكاسب شخصية، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع كونفرزيشن.

منذ ما يقرب من 2000 عام، قدم الطبيب اليوناني جالينوس نصائح حول كيفية اكتشاف الأشخاص الذين يتظاهرون بالمرض، بحسب جالينوس، يمكن للأطباء تحديد ما إذا كان المريض يعاني من مرض حقيقي أم لا عبر ملاحظة ردود أفعاله على العلاج، وفقا لما ذكره موقع كونفرسيشن.

في إحدى الحالات، قام جالينوس بكشف خداع أحد العبيد الذي ادعى أنه يعاني من ألم شديد في الركبة بسبب التهاب مزعوم، بعد علاج وهمي، أكد العبد أن الألم قد اختفى، ما أدى إلى كشف كذبته.

وفي عالمنا المعاصر، لا تزال هذه الظاهرة قائمة، حيث يتنقل الأشخاص بين الحياة العملية والشخصية مستفيدين من تعاطف الآخرين معهم عند التظاهر بالمرض، في بعض الحالات القصوى، قد يكون الكذب مبرراً، مثلما في رواية "حكاية أفسس" لزينوفون الإفسوسي، حيث تتجنب البطلة أنثيا بيعها في الدعارة عن طريق التظاهر بنوبة صرع.

 

التغيب عن العمل بحجة المرض فى العصر الحديث

"في العصر الحديث أصبح "التغيب عن العمل بحجة المرض" ظاهرة مألوفة، حيث يُستغل المرض ليس فقط للتهرب من العمل، ولكن أيضاً كأداة للحصول على وقت بعيدا عن المسئوليات، خاصة عندما يتعاطف الناس مع المرضى ويمنحوهم الفرصة لأخذ قسط من الراحة" كما يذكر جالينوس منذ أكثر من 2000 عام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق