تقرير لـ"The Spectator" يُحذر: استعدوا لـ"اللا سلم" في الشرق الأوسط

لبنان24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
ذكرت صحيفة "The Spectator" البريطانية أنه "وفي مناسبات عديدة هذا العام، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن "السلام المنشود في الشرق الأوسط" بات وشيكاً بفضل براعته في إبرام الصفقات. إلا أن عام 2026 يُرجّح أن يشهد حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، إذ يُفاقم الصراع الإيراني الإسرائيلي، الذي طال أمده، حالة عدم الاستقرار ويعيق بناء نظام أكثر استقراراً". 

وبحسب الصحيفة، "يُعدّ مصطلح "اللا سلم" مفهومًا أنكلو ساكسونيًا يصف النقطة الفاصلة بين الصراع المفتوح والاستقرار، ولا شك أن الدورة الدائمة للحرب والسلام التي ميزت العصور الوسطى المبكرة ستكون مألوفة لأولئك الذين يعيشون في الشرق الأوسط اليوم. في الواقع، لطالما افتقر الشرق الأوسط، ببنيته الاجتماعية العابرة للحدود، وحدوده الوطنية المتنازع عليها، وعلاقاته الطائفية المتوترة، وعلاقة القوة الاقتصادية والسياسية الوثيقة به، إلى الاستقرار الذي يوفره نظام مدعوم بشرعية واسعة النطاق، بل إن تاريخه الحديث حافل بمحاولات فاشلة لإنهاء الصراعات". 

وتابعت الصحيفة، "سبقت سبع وعشرون سنة من المناوشات بين العرب واليهود اندلاع الحرب الأهلية في عام 1947، وما إن انتهى ذلك الصراع حتى شن جيران الدولة الإسرائيلية الجديدة العرب حرب فلسطين عام 1948. وكذلك كان الحال مع حرب الأيام الستة عام 1967، التي أعقبتها مباشرةً حرب الاستنزاف، ثم حرب تشرين الأول بعد ثلاث سنوات. في غزة، لم يُفضِ انتهاء الانتفاضة الثانية وانسحاب إسرائيل عام 2005 إلى الاستقرار الذي كان يأمله الكثيرون، بل إلى عشر جولات من القتال خلال 17 عامًا بين إسرائيل وحماس. هناك درس تاريخي رئيسي يلوح في الأفق أمام أجندة ترامب الدبلوماسية: إن الصراع في الشرق الأوسط محكوم عليه بالتكرار حتى يتم معالجة السبب الجذري. وبحسب السجلات التاريخية، فإن السؤال الأكثر أهمية هو ما إذا كان الصراع الإيراني الإسرائيلي قد تم حله بشكل كافٍ للسماح بظهور نظام سياسي جديد". 

وأضافت الصحيفة، "ستسمعون بشكل متزايد إجابات مختلفة في واشنطن والقدس، فغريزة ترامب هي أن المكاسب التي يوفرها العمل العسكري قد استُنفدت بشكل أساسي. والأهم من ذلك، أنه يعتقد أن إيران، التي كانت في يوم من الأيام "قوة عظمى ومتسلطة"، قد تراجعت مكانتها بحيث يمكن تهميشها في تشكيل واقع سياسي جديد. وقد برر ترامب في الرياض في أيار الماضي أن ما تحتاجه المنطقة الآن هو أن "تضع دولها المسؤولة خلافاتها جانباً وتركز على المصالح المشتركة". في هذه الرؤية، ترامب هو الوسيط الرئيسي، الذي يستغل جاذبية النفوذ السياسي والاقتصادي الأميركي لإقناع الجهات الفاعلة الإقليمية باستبدال أسلحتها ببطاقات العمل. لكن إسرائيل تنظر إلى الوضع الراهن من منظور مختلف. فمن وجهة نظرها، تُعدّ هذه المبادرات هامشية في أحسن الأحوال، وضارة في أسوأها، طالما بقي النصر الحاسم على إيران بعيد المنال. لم يُعالج السبب الجذري للصراع، لذا لا يمكن تحقيق تغيير سياسي جذري".

وبحسب الصحيفة، "نظرة سريعة على الأحداث الجارية في الشرق الأوسط تجعل من الصعب دحض هذه الحجة. فحماس ترفض نزع سلاحها وتسعى إلى الاندماج في مجلس الحكم المحلي المقبل في غزة، أما حزب الله فقد عدّل عقيدته الاستراتيجية استعداداً لحرب عصابات مستقبلية مع إسرائيل، وتلقى هذا العام أكثر من مليار دولار كتمويل لإعادة هيكلة صفوفه من طهران. وتساعد إيران حلفاءها العراقيين على تحمل الضغوط الأميركية، وتسعى إلى التوصل إلى اتفاق سياسي مع الرئيس السوري أحمد الشرع لتسهيل عمليات التهريب التي تقوم بها. وفي الواقع، لا تكشف الأنشطة الداخلية لإيران عن عقلية إصلاحية. تستمر الأنشطة النووية، بما في ذلك في منشأة يُحتمل أن تكون منشأة تخصيب غير مُعلنة، وقد خلص مُخططو النظام بعد حرب الأيام الاثني عشر إلى أن بقاءه في المستقبل يعتمد على الردع الصاروخي القائم على العقاب. ويجري تكثيف إنتاج الصواريخ الباليستية ودفن مخزوناتها في أعماق أكبر، بينما تحل منصات الإطلاق المتنقلة محل صوامع الصواريخ الثابتة، وقد أجرت الحكومة هذا الأسبوع تدريباً صاروخياً على مستوى البلاد". 

وتابعت الصحيفة، "في غضون ذلك، أحاط المرشد الأعلى علي خامنئي نفسه بفريق عسكري جديد أصغر سناً ينظر إلى الصراع مع إسرائيل على أنه لحظة حرب إيران والعراق، أي حلقة تاريخية من الإذلال الوطني الذي يصقل العقل. وتتنافس الفصائل المتشددة على السيطرة على الانتخابات المحلية المقررة في أيار المقبل، وتأمل هذه الفصائل في التأثير على التعيين الحاسم لأربعة أعضاء جدد في مجلس الخبراء المؤلف من 88 مقعداً، والذي سيختار خليفة خامنئي في نهاية المطاف. وبدلاً من أن تظهر علامات على التلاشي، يبدو أن الصراع الإيراني الإسرائيلي من المرجح أن يدخل "المرحلة الجديدة" التي أشار إليها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في 24 حزيران، وهو اليوم عينه الذي فرض فيه ترامب وقف إطلاق النار الذي اعتبره المسؤولون الإسرائيليون في جلسات خاصة سابقاً لأوانه. وخلال الشهر الماضي، تصاعدت حدة الخطاب الإسرائيلي حول قدرة إيران المتزايدة على إنتاج الصواريخ، وتشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيقدم خيارات عسكرية لترامب الأسبوع المقبل في ميامي. وتتحدث قنوات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي باستمرار عن "الجولة المقبلة"."

وأضافت الصحيفة، "يتصور ترامب إقامة نظام جديد في الشرق الأوسط مدعوم باتفاقيات سياسية واقتصادية، إلا أن مخاوف إسرائيل من إمكانية التراجع عن انتصاراتها الأخيرة تُثير مقاومة لما تعتبره جهوداً سابقة لأوانها لتحقيق هذه الرؤية. والمفارقة، بالطبع، هي أن خطة ترامب الكبرى قد تتوقف على اتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف إعادة بناء طهران لجيشها. من الواضح إذن أن عام 2026 سيكون عاماً مضطرباً في الشرق الأوسط، لكن ما هو أقل وضوحاً هو مدى اضطراب هذا الوضع. وإذا أردنا التكهن، فسنجد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في بلاد الشام ستشهد تباطؤاً، لكنها لن تتوقف تماماً. في غضون ذلك، سيوافق البيت الأبيض على اتخاذ إسرائيل مزيداً من الإجراءات ضد إيران، مقتنعاً بأن ذلك لن يُعرقل أجندته الشاملة لصنع السلام. وبعد ذلك، كل الاحتمالات واردة". 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق