وبحسب الموقع، "قبل الحرب، حوّلت الكنائس في كل أنحاء غزة ساحاتها إلى أماكن للتجمع، وزينت الشوارع بأضواء احتفالية، واستضافت ترانيم عيد الميلاد التي جمعت العائلات معًا، وكثيراً ما انضم المسلمون إلى جيرانهم المسيحيين للاحتفال بهذه المناسبة، بما في ذلك الإضاءة السنوية لشجرة عيد الميلاد الكبيرة في مدينة غزة. وقال طرزي: "هذا العام، لا يمكننا الاحتفال بينما ما زلنا نحزن على أولئك الذين استشهدوا، بما في ذلك خلال الهجمات على الكنائس". وأضاف: "لم يعد شيء كما كان. لن يكون العديد من أفراد مجتمعنا معنا في عيد الميلاد هذا"."
وتابع الموقع، "ردد جورج أنطون، مدير العمليات في البطريركية اللاتينية في غزة ورئيس لجنة الطوارئ التابعة لها، هذه المشاعر. وقال أنطون للموقع: "لا يمكننا الاحتفال بينما ينعى المسيحيون والمسلمون على حد سواء الخسائر الفادحة التي سببتها الحرب. بالنسبة لنا، لم تنته الحرب بعد". وأضاف أن الكنائس تقصر احتفالاتها على الصلوات ومشهد ميلاد السيد المسيح داخل مبانيها. وتابع أنطون قائلاً: "في الماضي، كنا نزين منازلنا. أما الآن، فقد اختفت منازل كثيرة. كنا نزين الشوارع. حتى الشوارع اختفت. لم يعد هناك ما يدعو للاحتفال". ومنذ تشرين الأول 2023، تضررت أو دُمرت منازل ومدارس وكنائس المسيحيين في غزة خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية، وقد لحقت أضرار جسيمة بثلاث كنائس تاريخية هي: كنيسة القديس بورفيريوس، وكنيسة العائلة المقدسة، وكنيسة غزة المعمدانية. وقال أنطون إن ما لا يقل عن 53 مسيحياً قتلوا بشكل مباشر أو غير مباشر خلال الحرب، وأصيب كثيرون آخرون".
وأضاف الموقع، "غادر أكثر من 400 مسيحي قطاع غزة خلال الحرب، خوفاً على حياتهم بعد استشهاد أقاربهم وأصدقائهم. واليوم، يُقدّر عدد العائلات المسيحية المتبقية في القطاع بنحو 220 عائلة، أي ما يقارب 580 شخصاً. وقال أنطون: "نحن الذين بقينا مصممون على البقاء"، معترفاً في الوقت عينه بأن تدهور الأوضاع الإنسانية قد يجبر المزيد من العائلات على المغادرة بحثاً عن الرعاية الطبية والاستقرار. ينتمي حوالي 70 بالمائة من مسيحيي غزة إلى الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، أما الباقون فهم من الكاثوليك اللاتينيين. وفي 20 تشرين الأول 2023، وبعد أقل من أسبوعين على اندلاع الحرب، استهدفت غارات إسرائيلية مجمع كنيسة القديس بورفيريوس، ما أسفر عن استشهاد 16 شخصًا على الأقل كانوا قد لجأوا إليها، وتُعدّ هذه الكنيسة من أقدم الكنائس في العالم، إذ بُنيت على موقع استُخدم للعبادة المسيحية منذ القرن الخامس. وقال أنطون: "لا يزال جميع الفلسطينيين، بمن فيهم المجتمع المسيحي، يعيشون مع عواقب الحرب". وختم قائلاً: "نحن في حالة حزن وإحباط وعدم استقرار. لا يمكننا الاحتفال كما لو لم يحدث شيء"."














0 تعليق