Advertisement
تقول ميساء، وهي أم لطفلين في المرحلة الابتدائية: "ابني في الصف السادس، لكن حقيبته تبدو اكبر منه! أراقبه وهو يخرج صباحاً بصعوبة، فالكتب كثيرة والدفاتر سميكة، وحتى أدوات الرسم والأنشطة لا تُترك في المدرسة. أشعر بالقلق من تأثير ذلك على عموده الفقري."
أما سليم، والد تلميذة في الصف الرابع، فيعبّر عن استيائه قائلاً: "منذ الأسبوع الأول، بدأت ابنتي تشتكي من ألم في الكتفين، وعندما وزنتُ الحقيبة وجدتها تتجاوز خمسة كيلوغرامات! حاولت التحدث مع المدرسة لتخفيف عدد الكتب اليومية، قالوا إنهم حاولوا تخفيف المواد قدر الإمكان لكن الكتب سميكة".
يشير عدد من الأطباء التربويين إلى أن الوزن المثالي للحقيبة المدرسية يجب ألا يتجاوز 10 إلى 15% من وزن الطفل، وهو معيار عالمي يهدف لحماية نمو العظام وتجنب الانحناءات أو التقوسات الدائمة. لكن في الواقع، يتجاوز هذا الحد بكثير في معظم المدارس، خصوصاً في الصفوف الابتدائية التي تتطلب عدداً كبيراً من الكتب والدفاتر.
ويرى مختصون في التربية أن السبب لا يكمن فقط في كثافة المناهج، بل أيضاً في غياب التنظيم داخل المدارس، إذ لا تُخصّص أماكن لتخزين الكتب أو لتقسيم الجداول بطريقة تراعي التنوع بين الأيام.
بعض المدارس الخاصة بدأت باعتماد النسخ الرقمية للكتب أو نظام اليومين المتناوبين لتقليل الحمل، فتُقسَّم فيه المواد الدراسية على يومين مختلفين، بحيث لا يحمل التلميذ جميع كتبه يومياً، إلا أن هذا الحل ما يزال محدود الانتشار.
وتطالب أصوات عديدة اليوم وزارتي التربية والصحة بالتدخل لتنظيم هذا الملف، عبر إلزام المدارس بمراقبة أوزان الحقائب وتوعية الأهل على الطرق الصحيحة لحملها، كاختيار الحقيبة ذات الحمالتين العريضتين وتوزيع الوزن داخلها بطريقة متوازنة.
قد تبدو الحقيبة المدرسية رمزاً تقليدياً للتعلّم، لكنها لا يجب أن تتحول إلى عبء يومي يثقل أكتاف التلاميذ ويهدد صحتهم في سن مبكرة. فبين ثقل الكتب وثقل المسؤولية، تبقى راحة الطفل أولوية لا يجوز تجاهلها.
0 تعليق