Advertisement
تعود بدايات رندة كعدي إلى مرحلة الطفولة، حين شاركت والدها في أعمال مسرحية زرعت فيها حبّ التمثيل منذ الصغر. لكنها تؤكد في حديثها لـ"لبنان 24" أن تلك التجربة لم تكن السبب الوحيد الذي جعلها تستمر في هذه المهنة، بل لأنها تمتلك الموهبة الحقيقية التي دفعتها إلى تطوير نفسها أكاديمياً وصقل أدواتها الفنية. وتقول: "الموهبة هي الأساس، واكتشاف الشغف في خوض التجارب هو الحافز الأهم للاستمرارية".
وكشفت أنها تعلّمت من والدها قيم الالتزام والصدق في الأداء، والصبر والمغامرة في اكتشاف أدوات التعبير الفني، وهي مبادئ لا تزال ترافقها حتى اليوم وتشكل جوهر مسيرتها.
بين المسرح والسينما والتلفزيون
قليلات هنّ الممثلات اللواتي نجحن، كما فعلت رندة، في التنقّل بسلاسة بين المسرح والسينما والتلفزيون، رغم اختلاف خصوصية كل مجال وتحدّياته. وقد علّقت على ذلك بقولها: "التنقّل بين أنواع المساحات أمام الكاميرا أو أمام الجمهور جوهر واحد، عشق المهنة والالتزام بصدق التعبير. فالتمثيل يختلف بتقنياته، أمّا المبدأ فواحد لا يختلف".
تجسيد دور الأم في أعمالها
أما في ما يتعلّق بتجسيدها المتكرر لدور الأم في عدد كبير من الأعمال، فتوضح أنها كانت في بداياتها تخشى أن تُحتجز ضمن هذا القالب الواحد، إلا أن شغفها بالتمثيل منحها مساحة واسعة لأداء أدوار متعددة في عالم الأمومة. فقدّمت مختلف صور الأم، من الحنونة والضعيفة إلى الصلبة والعصبية، مؤكدة أنها لم تقع في فخ التكرار لأنها، كما تقول: "منحت كل أم هوية خاصة وشخصية مختلفة عن الأخريات".
أما عن مفهوم النجومية، فترى كعدي أن اللقب الحقيقي لا يُقاس بالشهرة ولا بعدد المتابعين، بل بصدق الفنان في عمله، قائلة: "كل مخلص لعمله هو نجم في نظري".
وفي ظلّ الجدل الدائم حول مشاركة الممثلين السوريين في الأعمال اللبنانية والعكس، كان موقفها واضحاً وحاسماً بقولها: "الفنّ أكبر من الصراعات الزائفة".
أما عن أعمالها المقبلة، فتشير إلى أن الفن بالنسبة لها يقوم على مبدأ "العرض والطلب"، وتقول بثقة: "حيث يُدعَوني أشارك". وتوضح أن ما يهمّها أولاً وأخيراً هو السيناريو والشخصية التي ستقدّمها، سواء كانت في عمل محلي أو مشترك أو معرّب، مشددة على أن الأولوية دائماً لما يليق بالمشاهد ويحترم ذائقته الفنية.
هل تفكّر بالإعتزال؟
وعند سؤالها عمّا إذا كانت تفكر يوماً في الاعتزال، أجابت: "لن أعتزل إلا بمشيئة الخالق".
بموهبتها التي لا تعرف الزمن وإحساسها النابع من القلب، تواصل رندة كعدي مسيرتها بثبات، لتبقى واحدة من أعمدة الدراما اللبنانية، وأحد أجمل الوجوه التي رسّخت معنى التمثيل الحقيقي القائم على الإحساس، الصدق، والتفاني.





0 تعليق