Advertisement
العالم عند مفترق طرق
وبحسب الموقع، "إن انتهاك إسرائيل المستمر والصارخ للقانون الدولي يضع المجتمع الدولي عند مفترق طرق. فالدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، تمكن إسرائيل من تمزيق القانون الدولي. وفي حين أن الأسباب الكامنة وراء هذا الدعم معقدة، وربما لن يتم فهمها بالكامل أبدًا، فإنها تشمل بعض مستويات العار والندم على المحرقة ومعاداة السامية منذ فترة طويلة، كما والتأثير القوي والفعال من قبل جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، أضف إلى ذلك الازدراء المشترك لحياة العرب والمسلمين.إن عنصر المصلحة الذاتية يشكل عنصراً أساسياً في الدعم الذي يتم تقديمه لإسرائيل، فالغرب ينظر إلى إسرائيل باعتبارها تمثل القيم والمصالح الغربية في منطقة استراتيجية".
وتابع الموقع، "إن العرب والمسلمين، بل وكثيرين في الجنوب العالمي، ينظرون إلى إسرائيل بنفس النظرة: باعتبارها امتداداً لتاريخ الغرب من الاستعمار الاستيطاني. ولكن، هل تعمل إسرائيل نيابة عن الغرب، أم أن إسرائيل تتلاعب بالغرب لتعزيز سياساتها الخاصة؟أياً كان المنظور الذي يتبناه المرء، فإن الدعم القوي والتمكين والشعور بالإفلات من العقاب الناتج عن هذا الدعم الغربي أمر لا جدال فيه. وقد يتساءل أي مراقب موضوعي: هل هناك أي خطوط حمراء، أو أي إجراءات قد تتجنبها إسرائيل في سعيها إلى تحقيق مصالحها الذاتية المزعومة؟ الإجابة لا بد وأن تكون واضحة الآن: لا يوجد أي خطوط حمراء. فلا توجد حواجز داخلية تنشأ من داخل المجتمع الإسرائيلي أو مؤسساته أو آلياته الحربية، ولا توجد حواجز خارجية يفرضها ما يسمى بالمجتمع الدولي. فحتى بعد المذبحة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين، بما في ذلك آلاف الأطفال الفلسطينيين، لا يزال المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى نفسه باعتباره الضحية. وبالنسبة لهم فإن أحداث السابع من تشرين الأول تبرر كل ما أعقبها".
الإفلات الإسرائيلي من العقاب
بحسب الموقع، "إن فكرة العالم الذي سبق السابع من تشرين الأول، والذي قتلت فيه إسرائيل آلاف الفلسطينيين وأصابت عشرات الآلاف في العقود التي سبقت ذلك، يتم تجاهلها على نطاق واسع. خارجياً، تعلمت إسرائيل بالفعل أن أي شيء تفعله لن يعرض مكانتها أمام أوروبا أو الولايات المتحدة للخطر. في الحقيقة، إن الشعور بالإفلات من العقاب ليس بالأمر الجديد. فعلى مدى العقود، شاركت إسرائيل في عمليات تحت راية كاذبة ضد أهداف في العراق ومصر، كما هاجمت أهدافاً عسكرية أميركية. لقد سعت إسرائيل إلى تصوير حربها على أنها حرب ذات طبيعة حضارية، وهي الدعوة التي تبناها اليمين المتطرف في أوروبا. فمن هولندا إلى فرنسا إلى ألمانيا، تتحالف إسرائيل مع الحركات الفاشية والقومية المتطرفة التي تسعى إلى إعادة أوروبا إلى نفس الإيديولوجيات التي جعلت منها مركزاً لحربين عالميتين".
وتابع الموقع، "إن اتهام اليهود الأوروبيين أنفسهم لهذه الأحزاب بمعاداة السامية لا يبدو ذا أهمية. ويبدو أن زعماء إسرائيل الحاليين، مثل أسلافهم في حقبة الحرب العالمية الثانية، لا يترددون في التحالف مع الفاشيين ومعادي السامية، حتى على حساب أرواح اليهود، من أجل تأمين وتوسيع دولة إسرائيل. إن هذه الحرب في بعض النواحي حرب حضارية بالفعل، إنها معركة من أجل عالم قائم على النظام والقوانين والأعراف والمؤسسات والحقوق والقليل من العدالة. وفي هذه الحرب، تشكل غزة والشعب الفلسطيني آخر معقل يقف بين العالم ونظام قائم على شريعة الغاب بالكامل".