رغم الخطر الذي تعيشه الضاحية الجنوبية لبيروت جراء القصف الذي تجدّد صباح اليوم، يجتمع عمالٌ سوريون في نقاط اعتادوا التواجد فيها للانتقال إلى أعمالهم.
في الغبيري وعند مستديرة بئر العبد تحت جسر المطار عند حدود الضاحية، عمالٌ بالعشرات من بينهم أشخاصٌ يافعين يعملون في مجال البناء وأعمال أخرى، ورغم الخطر لم يغادروا بل بقوا في منازلهم عند أطراف الضاحية الجنوبية.
Advertisement
يقول "أحمد.ع." وهو عامل سوري لـ"لبنان24" ويقطن في منطقة الرحاب إنه "لم يغادر هذه المنطقة بتاتاً خصوصاً أنه لا مكان آخر يلجأ إليه"، مشيراً إلى أنه ينتقل يومياً إلى ورشة العمل ضمن بيروت ثم يعود مساء.
بالنسبة لـ"ماجد.ك."، فإنّ الإنتقال ضمن بيروت بات محدوداً، مشيراً إلى أنّه بات يخشى من أي قصف عشوائي، ويضيف: "نحنُ نتواجد في منطقة تُصنف خطيرة لكن النزوح غير وارد. إلى سوريا لا يمكننا العودة وهذا أمر صعب الآن، ولهذا نتواجد في هذه المحلة من دون أي تحرك آخر".
نقص كبير في العمالة السورية
في المقابل، يقول مسؤول ضمن شركة صيانة لبنانية لـ"لبنان24" إنَّ هناك نقصا كبيرا على صعيد العمالة السورية طرأ فجأة، كاشفاً أن معظم الذين غادروا إلى سوريا مؤخراً بسبب الأوضاع الأمنية، كانوا من الذين يعملون في مجال الصيانة أو في مجال أخرى مرتبطة بالورش داخل البناء أو على صعيد الكهرباء.
وأوضح المتحدث أنّ ما حصل دفع بمعظم الشركات التي تعاقدت مع سوريين في أوقاتٍ سابقة إلى استقدام عمال لبنانيين في الوقت الحاضر، وذلك لسد النقص القائم حالياً.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم سوريون، في غضون أسبوعين، أي منذ أن كثّفت إسرائيل غاراتها على مناطق مختلفة في لبنان.
وقالت الوحدة في تقرير له إنه "من تاريخ 23 أيلول الماضي لغاية 5 تشرين الأول الجاري سجّل الأمن العام اللبناني عبور 300 ألف و774 مواطنا سوريا و102 ألف و283 مواطنا لبنانيا إلى الأراضي السورية".
وفي وقت سابق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إنّ الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا تعيق فرار النازحين وتعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، محذرة من أنّها تعرض المدنيين إلى "مخاطر جسيمة".