بين هؤلاء... مّن هو الرئيس الذي يُريده جعجع؟

منذ أنّ أعلن رئيس حزب"' القوات اللبنانية" سمير جعجع عن إستعداده للترشّح لرئاسة الجمهوريّة إنّ كان يحظى بدعمٍ كافٍ من النواب لانتخابه، رأت أوساط سياسيّة أنّ جعجع أشار إلى أنّه لن يقبل بمرشّحٍ لا يتمتّع بصفات سياديّة، وخصوصاً بعد وقف إطلاق النار في لبنان بين "حزب الله" والعدوّ الإسرائيليّ، وسقوط نظام الرئيس السوريّ بشار الأسد. وفي أوّل تعليق على تصريح جعجع، قال رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميّل في حديثٍ صحافيّ إنّ نواب كتلته قد يُصوّتون لحليفه المسيحيّ، بينما لفت نوابٌ آخرون إلى صعوبة وصول رئيس "القوّات" إلى بعبدا، لأنّ المطلوب هو شخصيّة وسطيّة غير مستفزّة لأيّ من الكتل.

Advertisement

 
وفي حين يُدرك جعجع أنّ أغلبيّة النواب لن يقترعوا له، لكن إعلانه أنّه جاهزٌ للترشّح يحمل أبعاداً مهمّة، وهي أنّ فريقه يبحث عن شخصيّة قادرة على العمل والإنتاج ومُعالجة المشاكل الإقتصاديّة والماليّة، إضافة إلى تطبيق القرارات الدوليّة وأبرزها الـ1701 والـ1559. وقد تقدّم مرشّحون أشاروا بصراحة إلى أنّهم مع تحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة، عبر دعم الجيش دون سواه، والعمل على صون سيادة ووحدة البلاد.
 
وخلال الأيّام القليلة الأخيرة، التقى جعجع مرشّحاً أعلن أنّه جاهز لتحمّل المسؤوليّة الرئاسيّة وهو النائب نعمة افرام، وأيضاً النائب فريد هيكل الخازن الذي بدأ التداول باسمه إنّ انسحب سليمان فرنجيّة من السباق الرئاسيّ، علماً أنّ قائد الجيش جوزاف عون لا يزال يُطرح في الكواليس الدوليّة ولا يزال مرشّحاً قويّاً، وكانت معراب السباقة في الإعلان عن إستعدادها لدعمه لكسر المُراوحة في الإستحقاق الرئاسيّ.
 
وبالعودة إلى لقاءات جعجع الأخيرة، يتبيّن من خلال البرنامج الذي أعلنه النائب افرام، أنّه يتلاقى مع ما تُنادي به كتل المُعارضة، والرئيس التنفيذيّ "لمشروع وطن الإنسان" كان في الأساس مرشّحاً مع الكتائب وغيرها من القوى المُعارضة خلال الإنتخابات النيابيّة عام 2022. كذلك، يُعتبر النائب الكسروانيّ من أبرز الشخصيّات الوسطيّة ومُقرّباً من الجميع، وليس من المُسبتعدّ أنّ ينال تأييد نواب "الجمهوريّة القويّة" بسبب تعهده بتطبيق الـ1701 وكافة القرارات الأخرى الصادرة عن مجلس الأمن الدوليّ. وتجدر الإشارة إلى أنّ برنامج افرام الإقتصاديّ والإجتماعيّ جيّد بحسب أوساط نيابيّة، كما أنّه شدّد على مُعالجة مشكلة النزوح السوريّ وتحقيق الإصلاحات.
 
في المقابل، اجتمع جعجع بالنائب فريد هيكل الخازن الذي شكّل كتلة نيابيّة مع شخصيّات مُقرّبة من "الثنائيّ الشيعيّ" ومن "محور المقاومة". والنقطة الأخيرة قد تكون سبباً في أنّ تمتنع معراب عن السير بالنائب الكسروانيّ الآخر، لأنّها تعتبره أنّه بات من فريق الثامن من آذار، وسبق وأنّ صوّت لسليمان فرنجيّة ولا يزال داعماً أساسيّاً وحليفاً له. وتقول أوساط نيابيّة في هذا السياق، إنّ خطّ الخازن لا يختلف عن سياسة رئيس تيّار "المردة"، وهناك تباينات سياسيّة كثيرة بين "القوّات" و"التكتل الوطنيّ".
 
وتُضيف الأوسط النيابيّة أنّ جعجع لن يقبل برئيسٍ لا يتمتّع بالصفات التي يتحلى هو شخصيّاً بها، والتلويح بإعلان ترشيحه دلالة واضحة على ذلك، وفي أنّه لا يزال يتمسّك بالمرشّح السياديّ القادر في الوقت عينه على إنقاذ البلاد مما هي فيه من أزمات عديدة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق النمسا تطالب بتطوير استراتيجية أوروبية لإعادة اللاجئين السوريين في مرحلة ما بعد الأسد
التالى كونفرنس ليج.. تشلسي يبحث عن العلامة الكاملة وفيورنتينا لحسم التأهل المباشر